ففي الجملة آدم، كما أن الأكل والشرب والنكاح لهم كذلك. فمن قال: إن أمة من الأمم عاشت بدون هذه العلوم والأقوال كمن قال إنها عاشت بدون هذه الحسيات وهذه الأفعال. قبول الأخبار المستفيضة والمتواترة ونحو ذلك فيما يحس جنسه هو من الأمور الفطرية الضرورية لبني
ولكن اشتبه النوع بالشخص، فلما كان قولهم: إن ما لا يعرف بجنس الحواس لم يعترف به. اشتبه ذلك بأن كل ما لا يعرفه هذا الجنس المعني لم يعترف به، وبين القولين بون عظيم جدا، فإن هذا الثاني في غاية الجحد والتكذيب، ولهذا اشتد إنكار الناس كلهم لهذا القول، وجعل هؤلاء المتكلمون هذا أحد أنواع "السفسطة". [ ص: 336 ]