[ ص: 325 ] فصل

ويقول المنازعون: نحن نعلم بالنظر العقلي والاستدلال -كما علمنا بالفطرة الضرورية- امتناع وجود ما أثبته المنازع من nindex.php?page=treesubj&link=28728أنه لا داخل العالم ولا خارجه، ونعلم انتفاء ذلك وثبوت ضده بالكتاب والسنة وبالإجماع وبالنقل المتواتر عن الأنبياء المتقدمين [و ] باتفاق أهل الفطر السليمة من جميع العقلاء. فصاروا يقولون: إن كل واحد من ثبوت ما يقوله ونفي ما يقوله الجاحد المخالف يعلم بالفطرة والضرورة والبديهة والذوق [ ص: 326 ] والوجد، ويعلم بالفطرة والأدلة العقلية ويعلم بالأدلة الشرعية الكتاب والسنة والإجماع، ويعلم بالنقل المتواتر عن الأنبياء، ويعلم باتفاق العقلاء ذوي الفطر السليمة.

[ ص: 325 ] فَصْلٌ

وَيَقُولُ الْمُنَازِعُونَ: نَحْنُ نَعْلَمُ بِالنَّظَرِ الْعَقْلِيِّ وَالِاسْتِدْلَالِ -كَمَا عَلِمْنَا بِالْفِطْرَةِ الضَّرُورِيَّةِ- امْتِنَاعَ وُجُودِ مَا أَثْبَتَهُ الْمُنَازِعُ مِنْ nindex.php?page=treesubj&link=28728أَنَّهُ لَا دَاخِلَ الْعَالَمِ وَلَا خَارِجَهُ، وَنَعْلَمُ انْتِفَاءَ ذَلِكَ وَثُبُوتَ ضِدِّهِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَبِالْإِجْمَاعِ وَبِالنَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ [وَ ] بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْفِطَرِ السَّلِيمَةِ مِنْ جَمِيعِ الْعُقَلَاءِ. فَصَارُوا يَقُولُونَ: إِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ ثُبُوتِ مَا يَقُولُهُ وَنَفْيِ مَا يَقُولُهُ الْجَاحِدُ الْمُخَالِفُ يَعْلَمُ بِالْفِطْرَةِ وَالضَّرُورَةِ وَالْبَدِيهَةِ وَالذَّوْقِ [ ص: 326 ] وَالْوَجْدِ، وَيَعْلَمُ بِالْفِطْرَةِ وَالْأَدِلَّةِ الْعَقْلِيَّةِ وَيَعْلَمُ بِالْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ، وَيَعْلَمُ بِالنَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ، وَيَعْلَمُ بِاتِّفَاقِ الْعُقَلَاءِ ذَوِي الْفِطَرِ السَّلِيمَةِ.