قوله: الرابع: "أنه تعالى أزال هذه الشبهة بقوله: مثل نوره [النور: 35]. أضاف النور إلى نفسه، وإضافة الشيء إلى نفسه ممتنعة".
يقال: هو نور، وله نور، فإن اسم النور يقال للشيء القائم بنفسه، كما سمى القمر نورا، ويقال للصفة القائمة بغيرها كما يقال نور الشمس والقمر.
وقد فالمضاف ليس هو المضاف إليه، وأيضا فإن هذا يلزمهم مثله، فإنه إذا فسر نور السموات والأرض بأنه هادي أو مصلح أو منور، لزم أن يقال: مثل هاديه أو مصلحه أو منوره، ومعلوم أن هذا باطل، بل يقال: مثل هدايته أو إصلاحه أو تنويره، فيكون مسمى النور المضاف ليس هو مسمى النور المضاف إليه، على كل تقدير، فعلم أن هذا لا يصلح أن يكون دليلا على صرف الآية عن ظاهرها، ولا على صحة التأويل. [ ص: 72 ] دل الكتاب والسنة على أنه نور، وله نور، وحجابه [ ص: 71 ] النور،
وأيضا فهذا مثل اسمه السلام، فقد ثبت في صحيح عن مسلم ثوبان، فأخبر أنه هو في نفسه السلام، وأن منه السلام.
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا، ثم قال: «اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام»