قال بلغني أن أبو سعيد الخدري: فقد ذكر في حديث الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف. أربعة أصناف [ ص: 33 ] أبي سعيد
الصنف الأول: المشركون، فهم يتبعون ما كانوا يعبدون من آلهة.
الصنف الثاني: غبرات أهل الكتاب، الذين أصل دينهم عبادة الله وحده، لكنهم ابتدعوا الشرك فعبدوا العزير والمسيح؛ ولهذا يجعل الله هؤلاء في كتابه صنفا غير المشركين، كقوله تعالى: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة [البينة: 1] وهو مع ذلك يصفهم بما ابتدعوه من الشرك، كما في قوله تعالى: وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون [التوبة: الآيتان 30-31].
والصنف الثالث: المنافقون، الذين كانوا يعبدون الله رياء وسمعة.
الصنف الرابع: المؤمنون، الذين كانوا يعبدون الله وحده لا شريك له.
وذكر أنه بعد أن يذهب المشركون مع آلهتهم وكفار أهل الكتاب إلى النار، ولم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر [ ص: 34 ] أتاهم في أدنى صورة من التي رأوه فيها أول مرة، وفي رواية أخرى في الصحيح: وفي لفظ في الصحيح: أتاهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة. أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها أول مرة
. وفي رواية أخرى في الصحيح: وأنه يمتحنهم فيقول: أنا ربكم، وأنه لا يكلمه إلا الأنبياء، وأنه حينئذ يكشف عن ساق فيسجد له المؤمنون دون المنافقين، ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحول في الصورة التي رأوه فيها أول مرة. أتاهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة،
والثانية: التي امتحنهم فيها فأنكروه، وهي أدنى من التي رأوه فيها أول مرة والمرة التي كشف لهم عن ساق حتى سجدوا له
والرابعة: حين يرفعون رؤوسهم وقد تحول في الصورة التي رأوه فيها أول مرة. وهذا تفسير ما في حديث المتقدم مع أبي هريرة حيث قال: أبي سعيد، وأن التي يعرفون هي التي يكشف فيها عن ساق فيسجدون له، ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيتبعونه حينئذ. فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي [ ص: 35 ] يعرفون،