والصمد أكمل من أن يطلق على السيد؛ ولهذا قال «هو السيد الكامل في سؤدده». ابن عباس:
ألا ترى أن الشاعر قال:
«فأنت السيد الصمد»
وقال: «بالسيد الصمد» فلو كان مرادفا له لكان تكريرا.وأما الحديث الذي رواه عن عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذكر إسناده، وهو باطل لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن روي عن ابن عباس ابن عباس.
ولفظ السيد أيضا يدل على الجمع، كما يدل عليه لفظ الصمد، يقال: السواد اللون الجامع للبصر، والبياض اللون المفرق له، والحليم سمي سيدا؛ لأنه مجتمع [ ص: 557 ] النفس، لا يجزع فيتفرق عند الغضب؛ وذلك ضعف وخور؛ ولهذا يروى: «فلما رآه أجوف علم أنه خلق لا يتمالك».
ويقال: لم أتمالك أن فعلت كذا، أي: ما ملكت نفسي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: والأجوف متفرق لا يتمالك، فلا يثبت ولا يستقر في نفسه، فضلا عن أن يكون مقصودا لغيره يصمدون صمده، كما قيل في اسم القيوم: إنه القائم بنفسه المقيم لغيره، فكون المسمى بالصمد صمدا لغيره فرع كونه صمدا في نفسه. «ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»
ويدل على ذلك أنهم يسمون بالصمد: الحليم المجتمع [ ص: 558 ] وإن لم يجتمع إليه الناس، كما قال طرفة:
يزعون الجهل في مجلسهم وهمو أيضا ذوو الحلم الصمد