قال ( أبو الحسن الأشعري: الروافض في إرادة الله تعالى، وهم أربع فرق: "الفرقة الأولى منهم" -وهم أصحاب واختلفت هشام بن الحكم وهشام الجواليقي - يزعمون أن إرادة الله تعالى حركة، وهي معنى، لا هي الله ولا هي غيره، وأنها صفة لله تعالى ليست غيره، وذلك أنهم يزعمون أن الله [ ص: 579 ] تعالى وتقدس إذا أراد الشيء تحرك فكان ما أراده، و "الفرقة الثانية" منهم "أبو مالك الحضرمي" و"علي بن ميثم" ومن تابعهما يزعمون أن إرادة الله تعالى غيره، وهي حركة الله تعالى كما قال هشام، إلا أن هؤلاء خالفوه، فزعموا أن الإرادة حركة وأنها غير الله، بها يتحرك، و "الفرقة الثالثة" منهم وهم القائلون بالاعتزال والإمامة يزعمون أن إرادة الله تعالى ليست بحركة: فمنهم من أثبتها غير المراد فيقول: إنها مخلوقة لله تعالى لا بإرادة. ومنهم من يقول: إرادة الله تعالى لتكوين الشيء [هو الشيء ] وإرادته لأفعال عباده هي أمره إياهم بالفعل وهي غير فعلهم، وهم نافون أن يكون الله تعالى أراد المعاصي فكانت. و "الفرقة الرابعة منهم" يقولون لا نقول قبل الفعل إن لله تعالى إرادة، فإذا فعلت الطاعة قلنا أرادها، وإذا [ ص: 580 ] فعلت المعصية فهو كاره لها غير محب لها ).
وذكر عنهم في القول بأن الله حي عالم قادر سميع بصير إله وغير ذلك مقالات يطول وصفها، جمهورها يقتضي وصفه بالحركة والتحول كما في الإرادة.