وروى الحافظ بإسناد صحيح عن «أبو بكر البيهقي» «ابن وهب» ، قال: فدخل رجل فقال: يا أبا عبد الله «مالك» الرحمن على العرش استوى [سورة طه: 5] كيف استوى؟ فأطرق كنا عند وأخذته الرحضاء، ثم رفع رأسه [ ص: 191 ] فقال: الرحمن على العرش استوى، كما وصف نفسه، ولا يقال كيف، وكيف عنه مرفوع وأنت صاحب بدعة، أخرجوه. مالك
ورواه عنه يحيى بن يحيى النيسابوري الإمام، ولفظه: «فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة».
وروى أنا البيهقي، أبو بكر بن الحارث، أنا ابن حيان، [ ص: 192 ] أنا أحمد بن جعفر بن نصر، أنا يحيى بن يعلى، سمعت يقول: سمعت نعيم بن حماد نوح بن أبي مريم يقول: «كنا عند -رحمه الله- أول ما ظهر إذ جاءته امرأة من أبي حنيفة ترمذ، [ ص: 193 ] كانت تجالس جهما، فدخلت الكوفة، فأظنني أقل ما رأيت عليها عشرة آلاف من الناس، تدع إلى بابها، فقيل لها: إن هاهنا رجلا قد نظر في المعقول، يقال له فأتته، وقالت: أنت الذي تعلم الناس المسائل، وقد تركت دينك، أين إلهك الذي تعبده؟ فسكت عنها، ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها، ثم خرج إلينا، وقد وضع كتابا أن الله في السماء دون الأرض، فقال له رجل: أرأيت قول الله: أبو حنيفة، وهو معكم [الحديد: 4] قال: هو كما يكتب الرجل إلى الرجل أني معك، وهو غائب عنه».