[ ص: 2 ] [ ص: 3 ] فصل
قال الرازي: الفصل الخامس في لفظ اللقاء، قال الله تعالى: الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم [البقرة: 46]. وقال: فمن كان يرجو لقاء ربه [الكهف: 110]. وقال: بل هم بلقاء ربهم كافرون [السجدة: 10].
وأما الحديث فقوله صلى الله عليه وسلم: قالوا: واللقاء من [ ص: 4 ] صفات الأجسام، يقال: التقى الجيشان: إذا قرب أحدهما من الآخر في المكان. قال: واعلم أنه لما ثبت بالدليل أنه تعالى ليس بجسم، وجب حمل هذا اللفظ على أحد وجهين: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه».
أحدهما: أن من لقي إنسانا أدركه، وأبصره، فكان المراد [ ص: 5 ] من إطلاقا لاسم السبب على المسبب. اللقاء هو: الرؤية،
والثاني: أن الرجل إذا حضر عند ملك، ولقيه، دخل هناك تحت حكمه، وقهره، دخولا لا حيلة له في دفعه، فكان ذلك اللقاء: سببا لظهور قدرة الملك عليه على هذا الوجه.
فلما ظهرت قدرته وقوته، وقهره، وشدة بأسه في ذلك اليوم عبر عن تلك الحالة باللقاء، والذي يدل على صحة قولنا: إن أحدا لا يقول بأن الخلائق تلاقي ذواتهم ذات الخالق على سبيل المجاورة، ولما بطل حمل اللقاء على المماسة والمجاورة، لم يبق إلا ما ذكرناه. والله أعلم.