قلت: هذا الكلام منه تسليم لأن متفق عليه بين المسلمين، لاتفاقهم على أن الله تعالى موجود وشيء وعالم وقادر، وعلى هذا فما من موجود إلا وله شبيه من بعض الوجوه لاشتراكهما في الوجود [ ص: 495 ] والشيئية. فقوله بعد هذا: (لا يجب أن يكون لكل موجود نظير وشبيه ) إن عنى به شبيها به من كل وجه فقد ذكر أن أحدا من العقلاء لم يذهب إلى ذلك. وإن عنى به شبيها من بعض الوجوه فقد ذكر أن هذا محل وفاق بين المسلمين. وإن أراد نوعا من التشبيه فهو لم يذكر في هذه المقدمة تفصيلا ولم يوضح سبيلا. كون الله شبيها بخلقه من بعض الوجوه