وقال الحافظ في العقيدة [ ص: 404 ] المشهورة عنه: طريقتنا طريقة المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة، فما اعتقدوه اعتقدناه، فما اعتقدوه أن الأحاديث التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه، وأن الله بائن من خلقه، والخلق بائنون منه يحل فيهم، ولا يمتزج بهم وهو مستو على عرشه في سمائه دون أرضه. أبو نعيم الأصبهاني
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي [ ص: 405 ] وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار قالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا ومصرا وشاما ويمنا، فكان من مذهبهم أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع [ ص: 406 ] جهاته إلى أن قالا: وأن كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله بلا كيف، أحاط بكل شيء علما. الله على عرشه بائن من خلقه
وهذا مشهور عن الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم من وجوه، وقد ذكره عنه الشيخ نصر المقدسي في كتاب [ ص: 407 ] الحجة له.
وقال نصر في هذا الكتاب: إن قال قائل: قد ذكرت ما يجب على أهل الإسلام اتباع كتاب الله وسنة رسوله وما أجمع عليه الأئمة والعلماء والأخذ بما عليه أهل السنة والجماعة فأذكر مذاهبهم وما أجمعوا عليه من اعتقادهم وما يلزمنا من المصير إليه من إجماعهم، فالجواب أن الذي أدركت عليه أهل العلم ومن لقيتهم وأخذت عنهم ومن [ ص: 408 ] بلغني قوله من غيرهم، فذكر جمل اعتقاد أهل السنة، وفيه: وأن الله مستو على عرشه بائن من خلقه، كما قال في كتابه: أحاط بكل شيء علما [الطلاق 12]، وأحصى كل شيء عددا [الجن 28].
ونقل أقوال السلف من القرون الثلاثة، ومن نقل أقوالهم في إثبات أن الله تعالى فوق العرش يطول ولا يتسع له هذا الموضع ولكن نبهنا عليه.