قال الشيخ العارف معمر بن أحمد الأصفهاني: أحببت أن أوصي أصحابي بوصية من السنة وموعظة من الحكمة، وأجمع ما كان عليه أهل الحديث والأثر وأهل المعرفة والتصوف من المتقدمين، فذكر عقيدة قال فيها: وأن والاستواء معقول والكيف فيه مجهول، وأنه عز وجل بائن من خلقه والخلق منه بائنون بلا حلول ولا ممازجة [ ص: 403 ] ولا اختلاط ولا ملاصقة؛ لأنه الفرد البائن من الخلق، الواحد الغني عن الخلق، وأنه سميع بصير، عليم خبير متكلم، ويرضى ويسخط ويضحك ويعجب ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكا وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف شاء، فيقول هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ حتى يطلع الفجر، قال: الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل، فمن أنكر النزول أو تأول فهو مبتدع ضال. ونزول الرب إلى السماء بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل،