فيقال من جهة الأولين لا نسلم أن من حمل العرش يجب أن يحمل من فوقه، فالمقدمة الأولى ممنوعة؛ وذلك أن من حمل السقف يجب أن يحمل ما فوقه إلا أن يكون ما فوقه معتمدا عليه، وإلا فالهواء والطير وغير ذلك مما هو فوق السقف ليس محمولا لما يحمل السقف، وكذلك السموات فوق الأرض وليست الأرض حاملة السموات، وكل سماء فوقها سماء، وليست السفلى حاملة للعليا، فإذا لم يجب في المخلوقات أن يكون الشيء حاملا لما فوقه، بل قد يكون وقد لا يكون، وإذا لم يكن العرش حاملا لم يكن حملة العرش حاملة لما فوقه بطريق الأولى . لم يلزم أن يكون العرش حاملا للرب تعالى إلا بحجة تبين ذلك،