وقول الرازي: الوجه الثالث: «لعله صلى الله عليه وسلم اطلع على نوع من صفات الجلال والعزة والعظمة ما كان مطلعا عليه قبل ذلك» يقال له: هذا عليه وجوه:
أحدها: أن هذه ليست أمورا ثبوتية عندك قائمة بالله؛ فإن الجلال والعزة تعيده إلى الصفات السلبية، وهي أمور [ ص: 370 ] عدمية لا ترى، والعظمة تعيده إلى ما يخلقه من المخلوقات العظيمة، ورؤية المخلوقات ليست رؤيته.
الثاني: أنه قال: وجعلت ذلك من صفات الله، أي: على أحسن صفة، لزم أن يرى على غير أحسن صفة، ولزم أن تكون له في ذاته حالات: حال يكون فيها على أحسن صفة، وحال لا يكون فيها كذلك، وهذا كله عندك ممتنع؛ لأن ذلك يستلزم قيام الحوادث بذاته وتحوله. «رأيته في أحسن صورة»
الثالث: أنه لو كان المراد به صفته لزم أن يكون قد رأى أحسن صفاته، ومن المعلوم أن رؤيته له في الدار الآخرة أكمل لو كان قد رآها في الدنيا أحسن صفاته.
الرابع: أن هذا يستلزم أنه علم حقيقة الرب المختصة، بل يكون قد رآها، ورؤيتها أبلغ من علمها، والمؤسس دائما يقرر خلاف ذلك، هو وغيره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: وغير ذلك. «لا أحصي ثناء عليك»