وقوله [نائب] إن كان بمعنى المبلغ والرسول والمنفذ فصحيح، وإن كان بمعنى أني أنوب عنه [في] ما لا يفعله هو، ولا يقدر عليه، فهذا كذب، وهذا قد يقوله القدري الذي يظن أنه مستقل بفعله، وأن الله لم يخلق فعله، وهو مبطل في ذلك.
نعم لو قال نائب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو خليفة رسول الله لكان هذا صحيحا، ولهذا لما قالوا للصديق: "يا خليفة الله، قال: لست بخليفة الله، ولكني خليفة رسول الله [وحسبي] ذلك".
بخلاف الرسول، فإنه قد روي في وصف خلفاء الرسل: أنهم الذين يحيون سنتهم ويعلمونها الناس. ولهذا تجب طاعتهم، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فلا يطلق على أحد أنه نائب عن الله، ولا خليفة عنه أصلا، "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصاني فقد عصى الله، [ ص: 604 ] ومن عصى أميري فقد عصاني".
وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بما أمر الله به، فالمطيع له مطيع لله، وكذلك أميره الذي استخلفه على بعض أمته، كأمراء السرايا الذي أوجب طاعته إنما أوجبها إذا كان يأمر بما أمر الرسول به، كما قال صلى الله عليه وسلم: وكما [ ص: 605 ] قال: "إنما الطاعة في المعروف". "لا طاعة في معصية الله".