قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب [ ص: 489 ] " مختلف الحديث " له: نحن نقول في قوله تعالى: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم [المجادلة: 7] أنه معهم يعلم ما هم عليه كما تقول لرجل وجهته إلى بلد شاسع احذر التقصير فإني معك. تريد أنه لا يخفى علي تقصيرك، وكيف يسوغ لأحد أن يقول إنه سبحانه وتعالى بكل مكان على الحلول فيه مع قوله: الرحمن على العرش استوى ومع قوله: إليه يصعد الكلم الطيب وكيف يصعد إليه شيء وهو معه؟ وكيف تعرج الملائكة والروح إليه وهي معه؟ ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم وما ركبت عليه خلقتهم من معرفة الخالق لعلموا أن الله هو العلي، وهو الأعلى، وأن الأيدي ترفع بالدعاء إليه، ما تركت على فطرها. وفي الإنجيل أن والأمم كلها عربها وعجمها يقولون: إن الله في السماء المسيح قال للحواريين: إن أنتم غفرتم للناس فإن أباكم الذي في السماء يغفر لكم ظلمكم، انظروا [ ص: 490 ] إلى طير السماء، فإنهن لا يزرعن ولا يحصدن، وأبوكم الذي في السماء هو يرزقهن، ومثل هذا في الشواهد كثير.