وقال في كتابه " التمهيد " وفي " الإبانة ": القاضي أبو بكر الباقلاني كما أخبر في كتابه فقال: فإن قال قائل: فهل تقولون: إنه في كل مكان؟ [ ص: 487 ] قيل له: معاذ الله، بل هو مستو على عرشه، الرحمن على العرش استوى [طه: 5] وقال تعالى: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه [فاطر: 10] وقال: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور [الملك: 16] وقال: ولو كان في كل مكان لكان في بطن الإنسان وفمه والحشوش والمواضع التي يرغب عن ذكرها، ولوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة إذا خلق منها ما لم يكن، وينقص بنقصانها إذا بطل منها ما كان، واحتيج أن يرغب إليه نحو الأرض وإلى خلفنا وإلى يميننا وإلى شمالنا، وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله".