الوجه السابع عشر: قوله: المفتقر في وجوده إلى الغير [ ص: 648 ] يكون بحيث يلزم من عدم ذلك الغير عدمه، وكل ما كان كذلك كان ممكنا لذاته، وذلك في لذاته محال. حق واجب الوجود
يقال: إذا كان الشيء مفتقرا إلى شيء آخر مستغن عنه، وأنه يكون بحيث يلزم من عدم ذلك الثاني عدم الأول، أو لا وجود للأول إلا بالثاني، لكن إذا كان الثاني غير مستغن عن الأول، بل كان الثاني مفتقرا إلى الأول بحيث يلزم من عدم الأول عدمه، لم يمكن أن يجعل الأول ممكنا لافتقاره إلى الثاني بأولى من أن يجعل الثاني ممكنا لافتقاره إلى الأول، وحينئذ يجب دخولهما جميعا في وجوب الوجود إذا ثبت أن كلا منهما حاجته على الآخر كحاجة الآخر إليه، فكيف والموصوف هنا المستلزم للصفة؟! وما كان كذلك فإنه ممكن لذاته،