وأما قوله في الوجه الثاني: أن جهة الفوق متميزة عن جهة التحت في الإشارة. فيقال له: إن كانت الإشارة إلى ما فوقنا من العالم وما تحتنا منه، فلا ريب أن هذا موجود لكن ليس ذلك هو مسمى الذي ينازعونك في أن الله فيه؛ فإنهم لم يقولوا إن الله في جوف العالم، وإنما قالوا هو خارج العالم، فإن كانت الإشارة إلى ما فوق العالم وما تحته فلا نسلم أن أحدا يشير إلى ما تحت العالم أصلا، وأما ما فوق العالم الحيز والجهة ولا نسلم أنه يشار إلى شيء موجود فوق العالم غير الله تعالى، فلم تحصل إلى شيء معدوم بحال، ولم يشر أحد إلى جهة عدمية بحال بل المشار إليه ليس هو الجهة التي ينازع فيها المنازعون. فالله هو الذي فوق العالم، فالإشارة إلى ما هناك إشارة إليه سبحانه وتعالى،