قال: وقال ما الذين قالوا إن لله ولدا أكفر من الذين قالوا إن الله لا يتكلم، وقال: احذر من علي بن عاصم: [ ص: 419 ] وأصحابه فإن كلامهم أبو جاد الزندقة، وأنا كلمت أستاذهم المريسي فلم يثبت أن في السماء إلها. جهما
قال نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فما رأيت قوما أضل في كفرهم منهم، وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم. أبو عبد الله البخاري:
وقال إذا قال لك الجهمي أنا كافر برب يزول عن مكانه، فقل: أنا أؤمن برب يفعل [ ص: 420 ] ما يشاء. الفضيل بن عياض:
وقال: وحدث عن يزيد بن هارون الجهمية، فقال: من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما تقرر في قلوب العامة فهو جهمي.
قال: وقال عن ضمرة بن ربيعة، صدقة، سمعت [ ص: 421 ] سليمان التيمي يقول: لو سئلت: أين الله تبارك وتعالى؟ لقلت: في السماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل السماء؟ لقلت: على الماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل الماء؟ لقلت: لا أعلم..
وروى عن أنه ذكر يزيد بن هارون أبا بكر الأصم فقال: هما والله زنديقان كافران بالرحمن حلالا الدم. والمريسي،
[ ص: 422 ] قال: وسئل عن الصلاة خلف أهل البدع، فقال: لم يزل في الناس إذا كان فيهم مرضي أو عدل فصل خلفه، قلت: عبد الله بن إدريس فالجهمية؟ قال: لا، هذه من المقاتل، هؤلاء لا يصلى خلفهم ولا يناكحون، وعليهم التوبة.
قال: وقال وكيع بن الجراح: الرافضة شر من القدرية، والحرورية شر منهما، والجهمية شر هذه [ ص: 423 ] الأصناف.
قال وقال البخاري: زهير السجستاني: سمعت يقول: سلام بن أبي مطيع الجهمية كفار.
وكلام السلف والأئمة في هذا الباب أعظم وأكثر من أن يذكر هنا إلا بعضه، كلهم مطبقون على كلهم متفقون على وصفه بذلك وعلى ذم الذم والرد على من نفى [ ص: 424 ] أن يكون الله فوق العرش، الجهمية الذين ينكرون ذلك، وليس بينهم في ذلك خلاف ولا يقدر أحد أن ينقل عن أحد من سلف الأمة وأئمتها في القرون الثلاثة حرفا واحدا يخالف ذلك، لم يقولوا شيئا من عبارات النافية إن الله ليس في السماء والله ليس فوق العرش، ولا أنه داخل العالم ولا خارجه، ولا أن جميع الأمكنة بالنسبة إليه سواء، ولا أنه في كل مكان أو أنه ليس في مكان أو أنه لا تجوز الإشارة إليه ولا نحو ذلك من العبارات التي تطلقها النفاة بأن يكون فوق العرش لا نصا ولا ظاهرا، بل هم مطبقون متفقون على أنه نفسه فوق العرش، وعلى ذم من ينكر ذلك بأعظم مما يذم به غيره من أهل البدع مثل القدرية والخوارج والروافض ونحوهم.