ونرى أن يرتكبه كالزنا والسرقة وشرب الخمر كما دانت بذلك لا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب الخوارج وزعموا أنهم بذلك كافرون، ونقول إن من عمل كبيرة وما أشبهها مستحلا لها كان كافرا إذا كان غير معتقد لتحريمها ونقول إن الإسلام أوسع من الإيمان وليس كل إسلام إيمانا وندين بأن الله يقلب القلوب وأن القلوب بين إصبعين من أصابعه [ ص: 319 ] وأنه يضع السموات على إصبع والأرضين على إصبع كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وندين بأن لا ننزل أحدا من الموحدين المتمسكين بالإيمان جنة ولا نارا إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ونرجو الجنة للمذنبين ونخاف عليهم أن يكونوا بالنار معذبين، ونقول إن الله سبحانه وتعالى يخرج من النار قوما بعد ما امتحشوا [ ص: 320 ] بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، ونؤمن بعذاب القبر وبأن الميزان والحوض حق والبعث بعد الموت حق وأن الله يوقف العباد بالموقف ويحاسب المؤمنين، وأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، ونسلم للروايات الصحيحة في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقات عدلا عن عدل حتى تنتهي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وندين بحب السلف الذين اختارهم الله لصحبة نبيه ونثني عليهم بما أثنى الله عليهم ونتولاهم [ ص: 321 ] ونقول إن الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه، وأن الله أعز به الدين وأظهره على المرتدين وقدمه المسلمون للإمامة كما قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة، ثم رضي الله عنه، ثم عمر بن الخطاب نضر الله [ ص: 322 ] وجهه؛ قتله قاتلوه ظلما وعدوانا، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ فهؤلاء الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافتهم خلافة النبوة، ونشهد للعشرة بالجنة الذين شهد [ ص: 323 ] لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونتولى سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونكف عما شجر بينهم، وندين الله أن الأئمة الأربعة راشدون مهديون فضلاء لا يوازيهم في الفضل غيرهم. علي بن أبي طالب
ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا، وأن الرب سبحانه وتعالى يقول: هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ وسائر ما نقلوه وأثبتوه خلافا لما قاله أهل الزيغ والتضليل.
[ ص: 324 ] ولا نبتدع في دين الله بدعة لم يأذن الله بها ولا نقول على الله ما لا نعلم، ونقول إن الله يجيء يوم القيامة، كما قال : ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين وما كان في معناه وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر 22] وأن الله يقرب من عباده كيف يشاء، كما قال سبحانه : ونحن أقرب إليه من حبل الوريد [ق 16]، وكما قال : ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى [النجم 8-9].
ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد خلف كل بر وغيره وكذلك سائر الصلوات والجماعات كما روي عن أنه كان يصلي خلف عبد الله بن عمر الحجاج، وأن [ ص: 325 ] المسح على الخفين سنة في الحضر والسفر خلافا لقول من أنكر ذلك، ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح، والإقرار بإمامتهم وتضليل من رأى الخروج عليهم إذا ظهر منهم ترك الاستقامة، وندين بترك الخروج عليهم وترك القتال في الفتنة، ونقر بخروج الدجال كما جاءت به الرواية عن [ ص: 326 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونؤمن بعذاب القبر ومنكر ونكير ومسألتهم المدفونين في قبورهم، ونصدق بحديث المعراج ونصحح كثيرا من الرؤيا في المنام، ونقول إن لذلك تفسيرا ونرى الصدقة عن موتى المسلمين والدعاء لهم، ونؤمن أن الله ينفعهم بذلك ونصدق بأن في الدنيا سحرة، وأن [ ص: 327 ] رسم السحر كائن موجود في الدنيا ونؤمن بالصلاة على من مات من أهل القبلة مؤمنهم وفاجرهم وتوارثهم، ونقر بأن الجنة والنار مخلوقتان وأن من مات أو قتل فبأجله مات أو قتل، وأن الأرزاق من قبل الله يرزقها عباده حلالا وحراما، وأن الشيطان يوسوس للإنسان ويشككه [ ص: 328 ] ويخبطه خلافا لقول المعتزلة والجهمية، كما قال الله عز وجل : الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس [البقرة 275]، وكما قال الله عز وجل : من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس [الناس 4-6].