قد تكلمنا عليه في غير هذا الموضع. واختلاف أهل الكتاب في دين الله الذي هو الإسلام
ومن ذلك أن فهم يعرفون الحق ولا يتبعونه، وبذلك وصفهم الله في القرآن ومن فسد من أهل العلم والكلام كان فيه شبه منهم؛ ولهذا يوجد في متكلمة اليهود يغلب عليهم الاستكبار والقسوة، الجهمية من المعتزلة ونحوهم شبه كثير، حتى إن من أحبار اليهود من يقرر الأصول الخمسة التي للمعتزلة ويوجد فيهم من التكذيب بالقدر والصفات وتأويل ما في التوراة وغير [ ص: 296 ] ذلك مما فيه مضاهاة للمعتزلة.
وأما فهم يتعبدون ويرحمون لكن بضلال وإشراك، وبذلك وصفهم الله في القرآن؛ ولهذا يوجد في متعبدة النصارى فيغلب عليهم الإشراك والجهل؛ الجهمية من الاتحادية وغيرهم منهم شبه كثير حتى قد رأيت من هؤلاء الاتحادية من أخذ كلام النصارى النسطورية يزنه بكلامهم، وحتى إن من النصارى من [ ص: 297 ] يأخذ فصوص الحكم فيعظمه تعظيما شديدا ويكاد يغشى عليه من فرحه به؛ ولهذا يوجد في شيوخ لابن عربي الاتحادية موالون للنصارى، ولعلهم يوالونهم أكثر من المسلمين.