فإنه استدل بهذا الخبر الذي فيه السؤال بأين والجواب بأنه في السماء، على أن الله فوق عرشه فوق السماء، فعلم أنه لا يمنع السؤال بأين، «ابن كلاب» بل يثبته قلت: وهذا كله موافقة لما ذكره فقد تبين بما ذكرناه من كلام «ابن كلاب» بلفظه، أنه موافق «الأشعري» في أن الله فوق خلقه، وأن ذلك واجب من طريق العقل، بحيث يكون من نفى ذلك معطلا للصانع منكرا لوحدانيته، كما صرح به «لابن كلاب» موافقة «الأشعري» وأنه موافق له في السؤال عنه بأين والجواب بأنه في السماء، كما ذكره «لابن كلاب» وأنه منكر لتأويل من تأول الاستواء على العرش بالاستيلاء والقهر والقدرة وغير ذلك، مما يشترك فيه العرش وغيره، وأن الاستواء يختص بالعرش، وأنه فوق العرش لا إنه مجرد شيء أحدث في العرش من غير أن يكون الله فوقه، كما قد بين هذا المعنى في غيره من كلامه، وهذه المواضع الثلاثة التي زعم «الأشعري» أنهم اختلفوا فيها، ولم يأت من كلام «ابن فورك» بما يشهد له، وهذا الكتاب هو من [ ص: 136 ] أشهر تآليف «الأشعري» وآخرها، ولهذا اعتمده الحافظ «الأشعري» في كتاب «الاعتقاد» له، وحكى عنه في مواضع منه، ولم يذكر من تآليفه سواه. «أبو بكر السمعاني»