عن مسلم أنه قال في خطبة يوم عرفة: جابر لم يذكر فيه لا عترتي ولا سنتي. «وإني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله» قلت: لفظ الحديث في صحيح
وكذلك في صحيح البخاري ابن أبي أوفى، قيل له: هل وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا. فقيل له: كيف لم يوص وقد كتب على الناس الوصية؟ قال: وصى بكتاب الله. عن
وكذلك في صحيح أن البخاري، خطب الناس من الغد من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به، وبه هدى الله عمر محمدا صلى الله عليه وسلم، فاعتصموا به تهتدوا بما [ ص: 239 ] هدى الله به محمدا صلى الله عليه وسلم.
وذكر إنزال الحكمة في القرآن في خمسة مواضع، والذي نزل مع القرآن [ ص: 240 ] هو السنة، وأما لفظ العترة ففي صحيح وأما السنة فالقرآن قد أوصى باتباعها في غير موضع، يذكر طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في نحو من أربعين موضعا، عن مسلم أنه قال: زيد بن أرقم خما بين مكة والمدينة، وقال: «إني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله -وحض عليه- وقال: عترتي أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي»، ففيه أنه أمر باتباع القرآن، وأنه وصى الأمة بأهل بيته، وأما قوله: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير يدعى فقد رواه «ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وعترتي» وضعفه أحمد [ ص: 241 ] وغيره، وقوله: «كتاب الله وسنتي» روي في حديث ضعيف. الترمذي،
قال: وعن رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: علي [ ص: 242 ] «عليكم بكتاب الله، فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله تعالى، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن خاصم به فلج، ومن دعا إليه بعدي دعا إلى هدى وإلى صراط مستقيم».
قلت: وهذا الحديث رواه وغيره، ورواه الترمذي أبو نعيم من طرق، وفيه: «ولا تلتبس به الألسن» وليس في رواية الترمذي: [ ص: 243 ] «ومن خاصم به فلج».