كما استدل بذلك في أبو الحسن الأشعري فقال: وقال الله تعالى: مسألة [ ص: 20 ] العرش ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق [الأنعام: 62]. وقال: ولو ترى إذ وقفوا على ربهم [الأنعام: 30]. وقال: ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم [السجدة: 12]. وقال سبحانه: ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم [الأنعام: 94]. كل ذلك يدل على أنه ليس في خلقه، ولا خلقه فيه، وأنه مستو على عرشه جل وعز وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا، جل عما يقول الذين لم يثبتوا له في وصفه حقيقة، ولا أوجبوا له بذكرهم إياه وحدانية، إذ كان كلامهم يؤول إلى التعطيل، وجميع أوصافهم [ ص: 21 ] على النفي في التأويل، ويريدون بذلك –زعموا- التنزيه ونفي التشبيه، فنعوذ بالله من تنزيه يوجب النفي والتعطيل.