[ ص: 148 ] 98 - باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في تعبير أبي بكر رضي الله عنه بأمره الرؤيا التي عبرها ، ومن قوله له في عبارته إياها : أصبت بعضا وأخطأت بعضا
665 - حدثنا ، حدثنا بحر بن نصر ، أخبرني ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة كان يحدث ابن عباس أبو بكر : يا رسول الله ، بأبي أنت لتدعني فلأعبرنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اعبر ، قال أبو بكر رضي الله عنه : أما الظلة فظلة الإسلام ، وأما الذي ينطف من السمن والعسل فحلاوته ولينه ، وأما ما يتكفف الناس من ذلك فالمستكثر من القرآن والمستقل ، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه ، فأخذت به فيعليك الله عز وجل ، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به ثم يأخذه رجل آخر فيعلو به ثم يأخذه رجل آخر فينقطع به ثم يوصل له فيعلو به ، فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، أصبت أو أخطأت ؟ فقال [ ص: 149 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : أصبت بعضا وأخطأت بعضا ، قال : فوالله يا رسول الله لتخبرني بالذي أخطأت ، قال : لا تقسم أن رجلا أتى رسول الله عليه السلام فقال : يا رسول الله إني أرى الليلة في منامي ظلة تنطف السمن والعسل ، فأرى الناس يتكففون منها بأيديهم فالمستكثر والمستقل ، وأرى سببا واصلا من السماء إلى الأرض فأراك أخذت به فعلوت ثم أخذ به رجل من بعدك فعلا ثم أخذ به رجل آخر فعلا ثم أخذ به رجل آخر فانقطع ، ثم إنه وصل له فعلا ، فقال .
666 - حدثنا إسحاق بن الحسن الطحان الموقفي مولى بني هاشم ، حدثنا ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، عن سفيان بن عيينة ... ثم ذكر بإسناده مثله . يونس بن يزيد
667 - حدثنا ، حدثنا أبو أمية ، حدثنا خالد بن خلي الكلاعي ، حدثنا محمد بن حرب الأبرش ، عن الزبيدي ، عن الزهري أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ابن عباس كان يحدث وأبا هريرة أن رجلا أتى رسول الله [ ص: 150 ] صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني رأيت الليلة ظلة تنطف السمن والعسل ... ثم ذكر الحديث .
668 - حدثنا محمد بن عزيز الأيلي ، حدثنا سلامة بن روح ، عن ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله ... مثله غير أنه قال : ابن عباس أما الذي ينطف السمن والعسل فالقرآن وحلاوته ولينه .
669 - حدثنا مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري المدني ، حدثنا ، حدثنا أبي ، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري ، عن عمه ، عن عبيد الله بن عبد الله ثم ذكر مثله . ابن عباس
670 - حدثنا أحمد بن داود بن موسى ، حدثنا ، حدثنا عبد الأعلى بن [ ص: 151 ] حماد النرسي ، عن ابن عيينة ، عن الزهري ، عن عبيد الله قال : ابن عباس أبو بكر في شيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أقسمت يا رسول الله أصبت أو أخطأت ؟ قال : أصبت ، ولم يذكر سوى ذلك ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقسم قال .
671 - حدثنا ، حدثنا محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي ، حدثنا سلمة بن شبيب ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله قال : ابن عباس يحدث أن رجلا أتى النبي عليه السلام ... ثم ذكر مثل حديث أبو هريرة بحر سواء ، إلا أنه قال : وأما ما ينطف من السمن والعسل فهو القرآن حلاوته ولينه كان .
فتأملنا ما في هذه العبارة المذكورة في هذا الحديث من الخطأ الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أنه كان منه فيها .
فوجدنا فيها أنه جعل السمن والعسل المذكورين فيها شيئا واحدا وهو القرآن ثم وصفه بالحلاوة واللين ، ووجدنا أهل العلم بالعبارة يذهبون إلى أنهما شيئان كل واحد منهما غير صاحبه من أصلين [ ص: 152 ] مختلفين ، وكان أبو بكر ردهما إلى أصل واحد وهو القرآن ، وإن كان قد جعل من صفتهما اللين والحلاوة ، فإن ذلك لا يمنع أن يكونا صفة لشيء واحد ، وكان من الحجة لهم على ما ذهبوا إليه من ذلك .
672 - ما حدثنا ، حدثنا الربيع الأزدي الجيزي ، أخبرنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار المرادي ، عن ابن لهيعة ، عن واهب بن عبد الله المعافري عبد الله بن عمرو بن العاص أنه رأى في المنام كأن في إحدى أصبعيه عسلا وفي الأخرى سمنا ، وكأنه يلعقهما ، فأصبح ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : تقرأ الكتابين التوراة والفرقان ، قال : فكان يقرؤهما .
[ ص: 153 ] فكان في هذا الحديث من عبارة رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا المذكورة فيه في السمن والعسل أنهما لشيئين مختلفين من أصلين مختلفين ، وكانت عبارة عبد الله بن عمرو أبي بكر في حديث الظلة أنهما شيء واحد من أصل واحد ، فكان الخطأ الذي في ذكر العبارة عندهم هو هذا ، وكان الصواب فيه ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبارته رؤيا المذكورة في هذا الحديث ، والله نسأله التوفيق . عبد الله بن عمرو