[ ص: 83 ] 421 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمره بالعلانية وتحذيره من السر .
2658 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا محمد بن الصباح سعيد بن عبد الرحمن الجمحي ، عن ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع قال : ابن عمر جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أوصني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تشرك بالله عز وجل شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتحج ، وتعتمر ، وتسمع ، وتطيع ، وعليك بالعلانية ، وإياك والسر .
[ ص: 84 ] قال : فتأملنا هذا الحديث لنقف على المراد به إن شاء الله ، فكان الذي حضرنا مما وقع بقلوبنا أنه أولى الأشياء الذي وجدناه يحتملها أنه يراد به العلانية من الناس ليكون بعضهم عند بعض على ما يظهر لهم منهم ، لا يتجاوزون بهم ذلك إلى طلب سرائرهم ؛ لأن ذلك لا يبلغون حقائقه إذ كان الله - عز وجل - قد أخفاه عنهم منهم ، وإذ كان قد نهاهم عنه فيهم ، بقوله عز وجل : أبو جعفر ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا .
ومثل ذلك ما قد روي عن ما قد خاطب به الناس . عمر بن الخطاب
كما قد حدثنا مالك بن يحيى أبو غسان الهمداني ، قال : حدثنا ( ح ) . عبد الوهاب بن عطاء
وكما قد حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا شيبان بن فروخ ، قال مهدي بن ميمون مالك في حديثه : قال : أخبرنا ، وقال الجريري يزيد في حديثه : قال : حدثنا ، عن سعيد الجريري ، عن أبي نضرة أبي فراس قال : رضي الله عنه يخطب الناس ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس أما إنا إنما كنا نعرفكم إذ ينزل الوحي ، وإذ النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ، وإذ ينبئنا الله عز وجل من [ ص: 85 ] أخباركم ، فقد انقطع الوحي ، وذهب النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنما أعرفكم بما أقول : من رأينا منه خيرا ظننا به خيرا ، وأحببناه عليه ، ومن رأينا منه شرا ظننا به شرا ، وأبغضناه عليه ، سرائركم بينكم وبين ربكم عز وجل عمر بن الخطاب . شهدت
فمثل ذلك ما قد رويناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمر بالعلانية وترك السر ، ومثل ذلك ما قد خاطب النبي صلى الله عليه وسلم به الذي قتل الرجل بعد قوله : لا إله إلا الله ، وبعد اعتذاره من ذلك إليه ، أنه إنما قالها تعوذا : ألا شققت عن قلبه ، أي إنك غير واصل منه إلى غير ما قد نطق به لسانه ، وسمعته منه ، والله نسأله التوفيق .