[ ص: 160 ] 956 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته بالناس وهو حامل أمامة فيها على عنقه ، بوضعه إياها إذا ركع ، وإعادته إياها إذا رفع .
5917 - حدثنا حدثنا بكار بن قتيبة ، ، حدثنا أبو عاصم ، عن ابن عجلان ، عن المقبري عمرو بن سليم الزرقي .
عن أبي قتادة ، فإذا ركع وضعها ، وإذا قام حملها أمامة بنت أبي العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم وعلى عنقه .
[ ص: 161 ] [ ص: 162 ]
5918 - وحدثنا حدثنا أبو أمية ، ، عن أبو عاصم حدثنا ابن عجلان ، ، عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن وسعيد بن أبي سعيد المقبري عمرو بن سليم الزرقي .
عن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . أبي قتادة
5919 - وحدثنا حدثنا أبو أمية ، ، حدثنا خالد بن مخلد القطواني ، حدثني سليمان بن بلال ، أخبرني محمد بن عجلان ، عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن وسعيد بن أبي سعيد المقبري عمرو بن سليم الزرقي .
[ ص: 163 ] عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . أبي قتادة الأنصاري
5920 - وحدثنا عبد الملك بن مروان الرقي ، حدثنا ، عن حجاج بن محمد أخبرني ابن جريج ، : أن عامر بن عبد الله بن الزبير عمرو بن سليم الزرقي أخبره :
أنه سمع يقول : كان النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله . أبا قتادة
5921 - وحدثنا أخبرنا يونس ، أن ابن وهب : حدثه عن مالكا ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير عمرو بن سليم الزرقي .
عن أبي قتادة أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس ، فإذا سجد وضعها ، وإذا قام حملها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ، وهو حامل .
[ ص: 164 ]
5922 - وحدثنا حدثنا يزيد بن سنان ، ، حدثنا أبو بكر الحنفي ، حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن المقبري عمرو بن سليم الزرقي قال :
سمعت يقول : أبا قتادة ، وأمها أمامة بنت أبي العاص زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملها على عاتقه ، فكبر وهي على عاتقه حتى قضى صلاته ، وهو يفعل بها ذلك بينا نحن جلوس في المسجد ننتظر الصلاة ، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى عاتقه ابنة ابنته .
5923 - وحدثنا حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، حدثنا مسدد ، ، حدثنا بشر بن المفضل عبد الرحمن بن إسحاق ، عن زيد بن أبي عتاب ، عن عمرو بن سليم الزرقي .
عن : أبي قتادة أمامة ، أو أمية بنت أبي العاص بنت ابنته ، وهو قائم يصلي يحملها إذا قام ، ويضعها إذا [ ص: 165 ] ركع حتى فرغ أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل .
فقال قائل : قد جاء هذا المذكور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعله إياه في صلاته حتى فرغ منها ، بهذه الأسانيد الصحاح المقبولة ، فمن أين تمنعون مثل ذلك وتنهون عنه ؟
فكان جوابنا له في ذلك : أنه قد كانت أشياء فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته لا اختلاف بين أهل العلم أنه لا يصلح للناس فعلها في صلاتهم ; فمن ذلك مده يده لأخذ العنقود الذي رآه من الجنة وهو يصلي .
5924 - كما حدثنا أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، أن عبد الله بن وهب : حدثه عن مالكا ، عن زيد بن أسلم
عن عطاء بن يسار أنه قال : عبد الله بن عباس خسفت الشمس ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر صلاة الكسوف ، وكيف صلاها ، ثم ذكر في حديثه قال : قالوا يا رسول الله : رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ، ثم رأيناك [ ص: 166 ] تكعكعت ، فقال : إني رأيت الجنة ، أو أريت الجنة ، فتناولت منها عنقودا ، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا .
ولا اختلاف بين أهل العلم أنه لا ينبغي للمصلي أن يفعل مثل هذا في صلاته .
ومن ذلك ما كان منه صلى الله عليه وسلم في إبليس وهو يصلي .
5925 - كما قد حدثنا حدثنا بحر بن نصر ، ، حدثني ابن وهب ، عن معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد . أبي إدريس الخولاني
عن قال : أبي الدرداء سليمان بن داود لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسمعناه وهو يقول : أعوذ بالله منك ، ثم قال : ألعنك بلعنة الله عز وجل ثلاثا ، ثم بسط يده كأنه يتناول شيئا ، فلما فرغ من الصلاة قالوا يا رسول الله ، سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ، ورأيناك بسطت يدك ، فقال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله [ ص: 167 ] في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله عز وجل منك ، فلم يستأخر ، فقلت : ألعنك بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر ، ثم قلت ، فلم يستأخر ، ثم أردت أخذه ، ولولا دعوة أخينا .
ولا اختلاف بين أهل العلم أنه لا ينبغي للمصلي أن يفعل مثل هذا في صلاته ، فعقلنا بذلك أن هذه الأشياء من الأقوال ، ومن الأفعال قد كانت مباحة في الصلوات في الأوقات التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته التي كان فعل ذلك فيها ، ثم نسخت بعد ذلك ، فعادت أحكام الصلوات إلى ما أهل العلم عليه منها ; لأنهم لا يجمعون على خلاف ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد ثبوت نسخ ذلك ورد الأمور إلى ما هم عليه مما يخالفه ؛ لأنهم - رضي الله عنهم - مأمونون على ما فعلوا كما كانوا مأمونين على ما رووا .
قال قائل : فهل تروون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلا من أقواله على ما ذكرتم ؟
[ ص: 168 ] كان جوابنا له في ذلك :
5926 - أن فهد بن سليمان قد حدثنا قال : حدثنا محمد بن سعيد ابن الأصبهاني ، أخبرنا ، عن شريك بن عبد الله ، عن الأعمش . المسيب بن رافع
عن قال : جابر بن سمرة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ، فرأى قوما يصلون وقد رفعوا أيديهم ، فقال : ما لي أراكم ترفعون أيديكم كأنها أذناب خيل شمس ، اسكنوا في الصلاة .
[ ص: 169 ] فكان ما في هذا الحديث مما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلا على أضداد ما روينا قبله من الآثار الأول ; لأن السكون المأمور به فيه ضد الحركات المفعولات في الآثار الأول .
فإن قال : فهل دليل يدل على النسخ لذلك أبين من هذا؟
فكان جوابنا له في ذلك :
5927 - أن قد حدثنا ، قال : سمعت الحسين بن نصر وأن يزيد بن هارون ، علي بن شيبة قد حدثنا قال : حدثنا ، ثم اجتمعا ، فقال كل واحد منهما : أخبرنا يزيد بن هارون ، عن إسماعيل بن أبي خالد الحارث بن شبيل ، عن . أبي عمرو الشيباني
عن قال : زيد بن أرقم حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين . فأمرنا بالسكوت كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت : .
[ ص: 170 ] وكان القنوت : هو الخشوع والإقبال على ما فيه القانت غير متشاغل عنه بغيره من فعل ومن قول .
ففيما ذكرنا ما قد دل على نسخ ما وصفنا مما هو من أضداد ذلك ، ودليل على ما كان من أضداد ذلك كان في حال تلك الأشياء مباحة فيها ، ثم حظرت بعدها ، وجرى العمل على ما جرى عليه مما يخالفها ، ويوافق ما بينا روايته ، ولم يكن الله عز وجل يجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلال ، وفيما ذكرنا من هذا الباب كفاية ، والله الموفق .