[ ص: 422 ] 594 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : من أنظر معسرا ووضع عنه ، أظله الله عز وجل في ظله يوم لا ظل إلا ظله
3812 - حدثنا ، قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثني عبد الله بن وهب ، عن جرير بن حازم ، عن أيوب ، عن يحيى بن أبي كثير عبد الله بن أبي قتادة ، عن ، أبيه أنه كان يطلب رجلا بحق ، فاختبأ منه ، فقال : ما حملك على ذلك ؟ قال : العسرة ، فاستحلفه على ذلك ، فحلف ، فدعا بصكه ، فأعطاه إياه ، وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أنسأ معسرا ، أو وضع عنه ، أنجاه الله من كرب يوم القيامة .
[ ص: 423 ]
3813 - وحدثناه مرة أخرى عن يونس ، قال : حدثني ابن وهب ، عن جرير بن حازم ولم يذكر يحيى بن أبي كثير أيوب فيه .
3814 - وقد حدثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا خالد بن خداش ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن يحيى بن أبي كثير عبد الله بن أبي قتادة ، أن أباه طلب غريما له ، فتوارى عنه ، ثم وجده ، فقال : إني معسر ، قال : آلله ؟ قال : آلله . فقال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبو قتادة من سره أن ينجيه الله عز وجل من كرب يوم القيامة ، فلينظر معسرا ، أو ليضع له .
3815 - وحدثنا ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، قال : حدثنا أسد بن موسى ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل يعقوب بن مجاهد المديني أبو حزرة ، عن ، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت - قال أبي اليسر : أبو جعفر وأبو اليسر كعب بن عمرو - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أنظر معسرا أو وضع له ، أظله الله عز وجل في ظله .
[ ص: 424 ]
3816 - وحدثنا ، الحسين بن نصر وسعيد بن بشر الأزدي ، قالا : حدثنا مهدي بن جعفر ، قال : حدثنا ، ثم ذكر بإسناده مثله . حاتم بن إسماعيل
3817 - وما قد حدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن زائدة بن قدامة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبي اليسر
من أنظر معسرا أو وضع عنه ، أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . [ ص: 425 ]
3818 - حدثنا ، قال : حدثنا يونس ، عن علي بن معبد ، عن عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ابن سهل بن حنيف ، عن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبيه
من أعان مجاهدا في سبيل الله ، أو غارما في عسرته ، أو مكاتبا في رقبته ، أظله الله عز وجل في ظله يوم لا ظل إلا ظله .
3819 - حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير قاضي كرمان ، عن زهير بن محمد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل عبد الله بن سهل بن حنيف ، أن حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثله . سهلا
[ ص: 426 ]
3820 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : أخبرنا سعيد بن أبي مريم ، قال : أخبرني محمد بن جعفر ، عن يزيد بن الهاد معتب مولى أسماء ابنة أبي بكر الصديق ، أنه سمع يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبا قتادة السلمي من أنظر معسرا ، أو وضع له ، أظله الله في ظل عرشه .
3821 - حدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا بشر بن المفضل عبد الرحمن بن إسحاق ، عن عبد الرحمن بن معاوية ، عن حنظلة بن قيس ، عن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي اليسر البدري من أحب أن يظله الله عز وجل في ظله - وأشار بيده فوق حاجبيه - فلينظر معسرا أو يضع له .
[ ص: 427 ]
3822 - حدثنا مالك بن يحيى الهمداني ، قال : حدثنا ، قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، عن جرير بن حازم قيس بن سعد ، عن ، قال : نافع يتقاضى رجلا ، فتوارى عنه ، فناداه : أتحبسني وتوارى عني ؟ فقال : ما فعلت ذلك إلا أني لا أجد ما أقضيك ، قال : آلله ؟ قال : آلله . فأخذ صكه فمحاه ، ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أظل الله عز وجل رجلا يوم لا ظل إلا ظله أنسأ معسرا إلى ميسرته أو محا عنه ابن عمر كان .
3823 - وحدثنا ، قال : حدثنا بحر بن نصر ، قال : أخبرنا عبد الله بن وهب ، عن يونس ، أن ابن شهاب حدثه ، أنه سمع عبيد الله بن عبد الله يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم : أبا هريرة أن رجلا كان يداين الناس ، فكان يقول لفتاه : إذا أتيت على معسر فتجاوز عنه ، لعل الله عز وجل أن يتجاوز عنا ، فلقي الله عز وجل فتجاوز عنه .
[ ص: 428 ]
3824 - حدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، ثم ذكر بإسناده مثله . الزهري
3825 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا أبو مسهر ، قال : حدثنا يحيى بن حمزة ، عن الزبيدي ، قال : حدثني الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . أبي هريرة
قال : فكان الظل المذكور في هذه الآثار محتملا أن يكون أريد به ما يظل من الأشياء التي يتأذى بنو آدم من أمثالها في الدنيا كالشمس ، فيظل من أمثالها يوم القيامة بما يظله الله عز وجل به من ظله الذي لا ظل يومئذ سواه ، ويحتمل قوله في ظله ; أي : [ ص: 429 ] في كنفه أو في ستره ، ومن كان في كنف الله أو في ستره وقي من الأشياء المكروهة . ومثل ما يقال في الدنيا : فلان في ظل فلان ; أي : في كنفه ، وفي كفايته إياه الأشياء التي يطلبها غيره بالنصب والتعب والتصرف فيها . أبو جعفر
فقال قائل : وأي ثواب لمن أنظر معسرا ، إنما لو طالبه به لم يصل إليه منه ، وإنما يكون الثواب لمن ترك ما يقدر على أخذه ، فأما ما عجز عن أخذه فمعقول أن لا ثواب له في تركه .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أن الإعسار قد يكون على العدم الذي لا يوصل معه إلى شيء ، وقد يكون على القلة التي يوصل معها ما إذا أخذ ممن عليه الدين فدحه وكشفه وأضر به ، والعسرة تجمعهما جميعا غير أنهما يختلفان فيها ، فيكون أحدهما بها معدما ، ولا يكون الآخر منهما بها معدما ، وكل معدم معسر ، وليس كل معسر معدما ، فقد يحتمل أن يكون المعسر المقصود بما في هذه الآثار إليه هو المعسر الذي يجد ما إن أخذ منه فدحه وكشفه وأضر به ، فمن أنظر من هذه حاله بما له عليه ، فقد آثره على نفسه ، واستحق ما للمؤثرين على أنفسهم ، وكان من أهل الوعد الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآثار ، فبان بحمد الله عز وجل أن لا استحالة في شيء مما رويناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ، والله نسأله التوفيق .