[ ص: 111 ] 806 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله : " خياركم من تعلم القرآن وعلمه "
5115 - حدثنا يزيد بن سنان ، قالا : حدثنا وإبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : عثمان بن عفان خيركم من علم القرآن وتعلمه .
قال أبو عبد الرحمن : وذلك أقعدني هذا المقعد . قال : وكان يعلم القرآن . [ ص: 112 ]
5116 - وحدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، أبو عامر العقدي ، قالا : حدثنا وأبو الوليد الطيالسي ، ثم ذكر بإسناده مثله . شعبة
قال : أبو عبد الرحمن يعلم في حياة عثمان إلى زمن الحجاج ، ويقول : ذلك أقعدني مقعدي هذا وكان . واللفظ لأبي الوليد .
5117 - حدثنا ، قال : حدثناه إبراهيم بن مرزوق أبو عاصم ، قالا : حدثنا وبشر بن عمر ، ثم ذكر بإسناده مثله. شعبة
5118 - وحدثنا ، يزيد وصالح بن عبد الرحمن ، وعلي بن شيبة ، وموسى بن النعمان ، قالوا : حدثنا ، قال : حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، عن شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : عثمان بن عفان خيركم من تعلم القرآن وعلمه .
5119 - وحدثنا الحسين بن نصر وسليمان بن شعيب ، قالا : حدثنا عبد الرحمن بن زياد ، قال : حدثنا ، قال : أخبرني شعبة ، قال : سمعت علقمة بن [ ص: 113 ] مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي - رضي الله عنه - قال عثمان بن عفان : قلت أنا له : عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : شعبة إن خيركم من علم القرآن وتعلمه .
قال : هكذا حدث أبو جعفر بهذا الحديث ، وقد خالفه فيه شعبة ، فنقص من إسناده الثوري ، فلم يذكر فيه . سعد بن عبيدة
5120 - كما حدثنا ، قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : سمعت ابن وهب ، يحدث عن سفيان الثوري ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن السلمي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : عثمان بن عفان أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه .
5121 - وكما حدثنا ، قال : حدثنا حسين بن نصر ، قال : [ ص: 114 ] حدثنا أبو نعيم ، عن سفيان ، ثم ذكر بإسناده مثله. علقمة
5122 - وكما حدثنا ، قال : حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل ، عن سفيان ، عن علقمة ، قال : سمعت أبي عبد الرحمن - رضي الله عنه - يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر مثله . عثمان
5123 - وكما حدثنا أبو شريح محمد بن زكريا وابن أبي مريم ، قالا : حدثنا ، قال : حدثنا الفريابي ، عن الثوري ، عن علقمة ، عن أبي عبد الرحمن ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : عثمان أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه - أو علم القرآن فعلموا .
قال : هكذا يحدث الناس جميعا ممن يحدث ، عن أبو جعفر ، بهذا الحديث ، لا يذكرون في إسناده الثوري ، غير سعد بن عبيدة يحيى بن سعيد ، فإنه حدث به عن سفيان ، فذكر سعد بن عبيدة .
5124 - كما حدثنا ، قال : أخبرنا أحمد بن شعيب [ ص: 115 ] ، قال : حدثنا عمرو بن علي قال : حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد - شعبة ، قالا : حدثنا وسفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : عثمان خياركم من علم القرآن ، أو تعلمه .
قلت ليحيى : إنهم لا يقولون : عن سفيان ، عن ، قال : سمعته من سعد بن عبيدة سفيان ، ثم حدثنا به سفيان ، فلم أنكره .
[ ص: 116 ]
5125 - حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد أحمد بن إسحاق الحضرمي ، قالا : حدثنا ويحيى بن إسحاق السيلحيني ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، قال : سمعت - عليه السلام - يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : عليا خياركم من تعلم القرآن وعلمه .
5126 - وكما حدثنا ، قال : حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، ثم ذكر بإسناده . عبد الواحد بن زياد
[ ص: 117 ]
5127 - وكما حدثنا ، قال : حدثنا يوسف بن يزيد عبد الرحمن بن شيبة الجدي ، قال : حدثنا ، عن شريك ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن أبي عبد الرحمن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : عبد الله خياركم من قرأ القرآن وأقرأه .
فتأملنا معنى هذا الحديث لنقف به على المعنى الذي استحق به من تعلم القرآن وعلمه الخيار على من سواه من أمثاله ، فوجدنا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خير الأمم ، ووجدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد فضل القرن الذي بعث فيه منها على بقيتها ، ثم فضل القرن الذي يليه على بقيتها بعده بقوله : " خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم " . وقد ذكرنا ذلك بأسانيده فيما تقدم منا في كتابنا هذا .
وكان في هذا الحديث إعلام رسول الله الناس ما يكونون به خيار [ ص: 118 ] القرن الذين هم منه ، وأنهم الذين تعلموا القرآن وعلموه ، ولما كانوا بذلك خيارا قد فضلوا من سواهم من أهل القرن الذين هم منه ، وكانوا في أنفسهم قد يجوز أن يكونوا متفاضلين ، فيكون بعضهم أفضل من بعض بمعنى زائد على المعنى المذكور في هذا الحديث من العلم بأحكام الله - عز وجل - التي في كتابه ، والتي أجراها على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - ممن ليس بقيتهم فيها كذلك ، فيكون من ذلك فيه أفضل ممن سواه ممن هو من أهل قرنه الذي هو منه ، ثم يكونون كذلك كلما تعالوا بمعنى من هذه المعاني ، وبما سواها من الأشياء التي يحمدون عليها ، حتى يكون من كان كذلك ، يفضل من سواه ممن هو في طبقته ، فيكون من كان كذلك خيار تلك الطبقة ، ويكونون كذلك طبقة بعد طبقة ، حتى يتناهى ذلك إلى من هو أعلاهم في تلك المعاني كلها ، فيكون هو خيرهم ، ويكون ما قد ذكرنا في القرن الأول من أمة نبينا - صلى الله عليه وسلم - في القرن الثاني منها كذلك ، وفيمن سواه من القرون في أمته قرنا فقرنا كذلك أيضا ، والله نسأله التوفيق .