[ ص: 365 ] 134 - باب بيان مشكل ما رواه عنه عليه السلام أنه قال : { ولد الزنى شر الثلاثة } أبو هريرة
907 - حدثنا ، حدثنا ابن مرزوق ، حدثنا أبو حذيفة ، عن الثوري ، عن سهيل ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبي هريرة ولد الزنى شر الثلاثة } .
908 - حدثنا ، حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا أبو عمر الحوضي ، عن خالد بن عبد الله ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . أبي هريرة
[ ص: 366 ]
909 - حدثنا ، حدثنا الربيع الجيزي حسان بن غالب ، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { أبي هريرة فرخ الزنى شر الثلاثة } .
قال : فتأملنا هذا فوجدناه مطلقا على جميع أولاد الزنى موجبا أن كل أولاد الزنى شر من أمهاتهم ، وممن حملن بهم منه من الزانين بهن ، وقد كان الزنى من أمهاتهم ومن الزانين بهن اختيارا منهم له ، وكان أولادهم برآء من ذلك . أبو جعفر
فسأل سائل : فقال : كيف يكون أولاد الزنى الذين لا أفعال لهم في الزانين ممن هم منه ممن كان منه الزنى ، وأعظم ذلك .
فكان جوابنا له أن نقل عنه هذا الحديث لما ذكرنا ، وقد روي عن أبا هريرة إنكارها ذلك عليه ، وإخبارها أن النبي عليه السلام إنما كان قصد بذلك القول إلى إنسان بعينه لمعنى كان فيه يبين به [ ص: 367 ] عن سائر أولاد الزناة . عائشة
910 - كما حدثنا صالح بن شعيب بن أبان البصري ، حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق ، حدثنا ، عن سلمة بن الفضل ، عن ابن إسحاق ، عن الزهري قال : عروة أن عائشة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولد الزنى شر الثلاثة ، فقالت : يرحم الله أبا هريرة ، أساء سمعا فأساء إجابة أبا هريرة بلغ ، هكذا في الحديث ، وأما أهل اللغة فيقولون : إنه أساء سمعا فأساء جابة بلا ألف ، ثم رجعنا إلى حديث ، عن الزهري عروة { عن لم يكن الحديث على هذا إنما كان رجل يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنه مع ما به ولد زنى ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو شر الثلاثة } . عائشة
[ ص: 368 ] فكان في هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع لما في حديث الذي رويناه قبله ، وكان الذي في هذا الحديث أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم مما في حديث أبي هريرة ؛ لأن الله قال في كتابه : أبي هريرة ألا تزر وازرة وزر أخرى وقال : وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى [ ص: 369 ] فكان ولد الزنى ليس ممن كان له في زنا أمه ولا في زنا الزاني بها حتى حملت به منه سعي ، وبان لنا بحديث أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكره عنه عائشة : { ولد الزنى شر الثلاثة } إنما كان لإنسان بعينه كان منه من الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان منه مما صار به كافرا شرا من أمه ومن الزاني بها الذي كان حملها به منه . أبو هريرة