[ ص: 430 ] 595 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المقتول في الغزو مما نعلم يقينا أنه أراد إذا كان مجتعلا في غزوة أنه الأجير إلى أقصى قطرة من دمه
3826 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا دحيم بن اليتيم ، قال : حدثني الوليد بن مسلم ، عن محمد بن حرب أبي سلمة سليمان بن سليم ، عن يحيى بن جابر ، عن ابن أخي أبي أيوب ، قال : كتب إلي : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبو أيوب ستفتح عليكم الأمصار ، ويضرب عليكم بعوث يكرهها الرجل منكم ، فيريد أن يتخلص منها ، فيأتي القبائل يعرض نفسه عليهم ، ويقول : من أكفيه بعث كذا وكذا ، ألا فذلكم الأجير إلى أقصى قطرة من دمه .
[ ص: 431 ]
3827 - وحدثنا محمد بن سنان الشيزري ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن محمد بن حرب أبي سلمة سليمان بن سليم الكناني - يعني كنانة كلب - ، عن يحيى بن جابر الطائي ، عن ابن أخي أبي أيوب الأنصاري ، قال : كتب إلي : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله . أبو أيوب الأنصاري
فتأملنا هذا الحديث ، فعقلنا أنه يراد به الاجتعال على الخروج في الغزو عن الجاعلين ، وفي ذلك ما يوجب أن يكون الثواب في ذلك الغزو للجاعل ، وقد ذكرنا في هذا الباب فيما تقدم منا في كتابنا هذا في حديث شفي الأصبحي أن للجاعل أجر الجاعل وأجر الغازي ، وكان في ذلك ما قد نفى أن يكون للغازي على ذلك أجرا ; إذ كان إنما غزا بما أخذه عوضا على غزوه من الجعل الذي أخذه عليه ، فإذا قتل في ذلك فقد قتل أجيرا فيما لا ثواب له فيه من ربه عز وجل ; إذ كان ثوابه فيه ما قد أخذ من الجعل ممن أخذه ليكون غزوه بما يأخذه من ذلك الجعل لمن أخذه منه ، والله عز وجل نسأله التوفيق .