[ ص: 78 ] 162 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العقيقة ، وهل هو على الوجوب ؟ أو على الاختيار ؟
قال : قد روينا فيما تقدم منا في هذه الأبواب في الذبائح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : المولود مرتهن بعقيقته . أبو جعفر
وفي ذلك ما قد دل على وجوب ذبحها . وقد روي فيما يؤكد ذلك .
1053 - ما حدثنا الحسن بن عبد الله بن منصور البالسي قال : حدثنا قال : حدثنا الهيثم بن جميل عبد الله بن المثنى بن أنس ، عن ، عن ثمامة بن أنس أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عق عن نفسه بعدما جاءته النبوة .
[ ص: 79 ]
1054 - وما حدثنا قال : حدثنا الحسين بن نصر قال : حدثنا الهيثم بن جميل عبد الله بن المثنى بن أنس بن مالك قال : حدثني رجل من آل أنس بن مالك ، عن ، ثم ذكر مثله . أنس بن مالك
قال : فكان فيما روينا من هذا توكيد وجوبها . ثم نظرنا هل روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يخالف ذلك أم لا . أبو جعفر
1055 - فوجدنا قد حدثنا قال : حدثنا أحمد بن شعيب قال : حدثنا أحمد بن سليمان يعني الرهاوي قال : حدثنا أبو نعيم داود بن قيس ، عن ، عن عمرو بن شعيب ، [ ص: 80 ] عن أبيه قال : جده سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العقيقة فقال : لا أحب العقوق ! وكأنه كره الاسم . قال : يا رسول الله ، إنما نسألك عن أحدنا يولد له ! قال : من أحب أن ينسك عن ولده فلينسك عنه ، عن الغلام شاتان مكافأتان ، وعن الجارية شاة .
قال داود : فسألت عن المكافأتين ، قال : الشاتان المشبهتان يذبحان جميعا . زيد بن أسلم
1056 - وحدثنا فهد بن سليمان قال : حدثنا قال : حدثنا أبو نعيم ، عن سفيان ، عن زيد بن أسلم رجل من بني ضمرة ، عن رجل من قومه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع فقال : ما ترى في العقيقة ؟ فقال : لا أحب العقوق ! ومن ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فليفعل .
1057 - ووجدنا عبد الغني بن أبي عقيل قد حدثنا قال : حدثنا ، عن سفيان بن عيينة ، عن زيد بن أسلم رجل من بني ضمرة يحدث [ ص: 81 ] عن أبيه أو عن عمه : سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن العقيقة فقال : لا أحب العقوق ! ولكن من أحب أن ينسك عن ولده فليفعل .
قال : فكان ما في هذين الحديثين قد دل أن أمرها قد رد إلى الاختيار ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - من ولد له مولود فأراد أو أحب أن ينسك عنه فليفعل . أبو جعفر
وكان ما قد رويناه قبل ذلك في توكيد أمرها هو على حسب ما كانت عليه في الجاهلية ، ثم جاء الإسلام فأقرت على ما كانت عليه في الجاهلية .
فعقلنا بذلك أن ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مما قد خالف ذلك كان طارئا عليه وناسخا له . والله نسأل التوفيق . !