[ ص: 247 ] 969 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من نهيه أن يقال للمنافق : سيد .
5987 - حدثنا محمد بن أحمد الجواربي ، حدثنا عثمان بن طالوت ، حدثنا ، عن معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن قتادة
عن عبد الله بن بريدة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبيه لا تقولوا للمنافق : سيد ، فإنه إن يكن سيدكم فقد أسخطتم ربكم .
[ ص: 248 ] قال : فتأملنا ما في هذا الحديث ، فوجدنا السيد المستحق للسؤدد : هو الذي معه الأسباب العالية التي يستحق بها ذلك ، ويبين بها عمن سواه ممن ساده ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو جعفر للأنصار لما أقبل إليه بعد أن حكم في سعد بن معاذ بني قريظة بما كان حكم به فيهم ، وبعد أن قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم في حكمه ذلك : لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات قوموا إلى سيدكم .
وقد ذكرنا ذلك بإسناده فيما تقدم منا في كتابنا هذا .
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لبني سلمة : من سيدكم يا بني سلمة ؟ قالوا : الجد بن قيس . ثم ذكر بالبخل ، فقال : ليس ذلك سيدكم ، ولكن سيدكم بشر بن البراء بن معرور .
وقد ذكرنا ذلك أيضا بإسناده فيما تقدم منا في كتابنا هذا .
وكما قال : جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - سيدنا ، وأعتق [ ص: 249 ] سيدنا - يعني أبو بكر بلالا - .
كما حدثنا علي بن شيبة ، حدثنا ، أخبرنا يزيد بن هارون ، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، عن محمد بن المنكدر جابر ، ثم ذكره .
فكان من يستحق هذا الاسم والكون بهذا المكان من هذه صفته ، وكان المنافق بضد ذلك ، ولما كان كذلك لم يستحق به أن يكون سيدا ، وكان من سماه بذلك واضعا له بخلاف المكان الذي وضعه الله بذلك ، وكان بذلك مسخطا لربه .