[ ص: 339 ] 849 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سب الوالدين : أنه أكبر الذنوب ، أو أكبر الكبائر
5312 - حدثنا ، قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثني عبد الله بن يوسف ، عن الليث بن سعد ، عن يزيد بن الهاد ، عن سعد بن إبراهيم ، عن حميد بن عبد الرحمن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : عبد الله بن عمرو إن أكبر الذنب أن يسب الرجل والديه . قيل له : يا رسول الله ، وكيف يسب الرجل والديه ؟ قال : " يسب الرجل ، فيسب أباه ، ويسب أمه ، فيسب أمه .
[ ص: 340 ]
5313 - وحدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا وهب بن جرير . شعبة
5314 - وحدثنا محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا ، قال : أخبرنا علي بن الجعد ، عن شعبة ، قال : سمعت سعد بن إبراهيم يحدث عن حميد بن عبد الرحمن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : عبد الله بن عمرو إن أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه ، قالوا : يا رسول الله ، وكيف يسب الرجل والديه ؟ قال : " يسب الرجل الرجل ، فيسب أباه ، فيسب أباه ، ويسب أمه ، فيسب أمه .
5315 - وحدثنا ، قال : أخبرنا يونس ، قال : حدثني ابن وهب 5316 - وحدثنا سفيان الثوري ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، عن سفيان ، عن سعد بن إبراهيم ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله . عبد الله بن عمرو
[ ص: 341 ] .
فتأملنا هذا الحديث ، فوجدنا فيه : أن سب الرجل والديه أكبر الكبائر ، أو أكبر الذنوب ، وكان ذلك مما يبعد في القلوب أن يكون كذلك ، لأن في الكبائر وفي الذنوب ما هو فوق سب الرجل والديه ، وهو الشرك بالله - عز وجل - .
فنظرنا هل روي هذا الحديث بخلاف ما قد ذكرناه به في هذا الباب
5317 - فوجدنا قد حدثنا ، قال : حدثنا أبا أمية ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي عن شيبان - يعني النحوي - فراس ، عن ، عن الشعبي ، قال : عبد الله بن عمرو جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ما الكبائر ؟ قال : " الإشراك بالله - عز وجل - " ، قال : ثم ماذا ؟ قال : " ثم عقوق الوالدين " ، قال : ثم ماذا ؟ قال : ثم اليمين الغموس " .
[ ص: 342 ] .
قال لنا أبو أمية : في كتابي هذا الحديث في موضعين ، أحدهما : عن شيبان ، والآخر : عن سفيان .
قال : فكان هذا الحديث قد رجع إلى أبو جعفر ، وهو الذي روى عنه الحديث الأول ، وكلا حديثيه هذين مرفوع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإسنادهما جميعا لا طعن فيه ، ولا استرابة بأحد من رواته ، فعقلنا بذلك أن عبد الله بن عمرو حفظ منه عن الشعبي ما قصر عبد الله بن عمرو حميد عن بعضه ، وكان من حفظ شيئا أولى ممن قصر عنه ، فعاد بذلك أكبر الكبائر إلى الإشراك بالله - عز وجل - كما في حديث ، ثم يتلو ذلك عقوق الوالدين على ما في حديثه أيضا ، ثم يتلو ذلك يمين الغموس على ما في حديثه أيضا . الشعبي
وكان الاتفاق منه ومن حميد على ، في عقوق الوالدين أنه من الذنوب ، أو من الكبائر ، فحفظ عنه عبد الله بن عمرو أنه جعله تاليا للشرك بالله - عز وجل - فحقق بذلك أنه في الرتبة الثانية من الكبائر [ ص: 343 ] أو من الذنوب ، وحفظ عنه الشعبي حميد بن عبد الرحمن أنه في الرتبة الأولى منهما ، وكان الأولى من روايتهما جميعا عن ما رواه عبد الله بن عمرو عنه لما قد ذكرنا ، والله نسأله التوفيق . الشعبي