[ ص: 250 ] 831 - باب بيان ما روي مما يدل على إمكان ما قال من قال من أهل الأخبار : إن ممن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بايع الناس بمكة ، ابن صغير لعبد الله بن أبي بكر ، أو لعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
5238 - حدثنا ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، قال : حدثنا أسد بن موسى ، عن المبارك بن فضالة ، عن أبي عمران الجوني يزيد بن بابنوس ، قال : ، فسألتها عن أشياء ، فسمعتها تقول : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي قبض الله فيه روحه ، مر به ابن عائشة لعبد الله ، أو لعبد الرحمن بن أبي بكر ومعه أراكة خضراء ، فلحظ إليه ، فدعوته فأخذتها منه ، فناولتها إياه ، فوضعها على فيه ، وكان رأسه بين سحري ونحري ، فبينا نحن كذلك إذ رفع رأسه ، فظننت أنه بعض ما يريد من أهله ، وكانت ريح باردة ، فقبض الله - عز وجل - روحه وما أشعر أتيت .
[ ص: 251 ] فعلمنا بهذا الحديث أنه قد كان لعبد الله أو لعبد الرحمن حينئذ ابن ، ومحال أن يكون كان حينئذ في حال من يسعى إلا وسنه متقدمة لفتح مكة ، وقد كان الناس بمكة جاؤوا بأبنائهم الذين لم يبلغوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بايعوه مع آبائهم ، كما قد بايعه قبل ذلك ممن [ ص: 252 ] لم يكن بلغ : علي ، والزبير - رضي الله عنهما .
وكان ابن عبد الله أو عبد الرحمن بن أبي بكر في ذلك المعنى كذلك ، - والله أعلم - وقد كان الناس يومئذ يأتون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبنائهم فيمسح على رؤوسهم ويدعو لهم .
5239 - كما حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن علي بن داود ، قال : حدثنا أحمد بن حنبل فياض بن محمد الرقي ، عن جعفر بن برقان ، عن ثابت بن الحجاج الكناني ، عن عبد الله الهمداني ، عن ، قال : الوليد بن عقبة مكة ، كان الناس يأتون بصبيانهم فيمسح على رؤوسهم ويدعو لهم ، قال : فأتي بي نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا متطيب بخلوق ، فلم يدع لي ، ولم يمسح برأسي ، قال : ولم يمنعه من ذلك إلا أن أمي خلقتني ، أو كلام يشبهه لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
[ ص: 253 ] فكان ابن عبد الله أو عبد الرحمن من أولئك الصبيان ، وقد يحتمل أن يكون كان قد عقل البيعة حينئذ كيف هي ؟ فبايعه ، فيكون ذلك كما قد قيل فيه ، ويكون أبو بكر - رضي الله عنه - قد تفرد بالبيعة من نفسه يومئذ ، وبالبيعة من أبيه ، وبالبيعة من ابنه ، وبالبيعة من ابن ابنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ما بايعوه عليه يومئذ ، ولا نعلم ذلك اجتمع لأحد من الناس سواه - رضوان الله عليه - والله نسأله التوفيق .