[ ص: 156 ] 815 - باب بيان مشكل ما روى أنس مما كانوا يظنونه برسول الله في إطالته القيام بعد رفعه رأسه من الركوع ، وفي إطالته القعود بين السجدتين أنه قد أوهم
5156 - حدثنا أحمد بن داود ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، قال : حدثنا شعبة ، قال : ثابت ينعت لنا صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع ، قام حتى نقول : قد نسي أنس كان . [ ص: 157 ]
5157 - وحدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا علي بن الجعد ، ثم ذكر بإسناده مثله . شعبة
5158 - وحدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا حبان بن هلال ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت بمثله ، وزاد : قال : أنس وكان يقعد بين السجدتين ، حتى نقول : قد أوهم .
فتأملنا ما في هذا الحديث من إطالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القيام بعد رفعه رأسه من الركوع حتى يروه قد أوهم ، فوجدناه - صلى الله عليه وسلم - قد روي عنه أنه كان يقول بعد رفعه رأسه من الركوع [ ص: 158 ]
5159 - ما قد حدثنا ، قال : حدثنا الربيع المرادي ، قال : حدثني ابن وهب ، عن ابن أبي الزناد ، عن موسى بن عقبة عبد الله بن الفضل ، عن ، عن عبد الرحمن الأعرج عبيد الله بن أبي رافع ، عن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه علي بن أبي طالب كان إذا رفع رأسه من الركوع ، قال : اللهم ربنا لك الحمد ، ملء السماوات وملء الأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد .
5160 - وما قد حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا ، قال : أخبرنا عبد الله بن رجاء ، عن عبد العزيز ابن الماجشون الماجشون وعبد الله بن الفضل ، عن ، عن الأعرج عبيد الله بن أبي رافع ، عن ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله . [ ص: 159 ] علي
5161 - وما قد حدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود الوهبي ، قالا : حدثنا وعبد الله بن صالح ، عن الماجشون عبد الله بن الفضل وعن عمه ، عن الماجشون ، ثم ذكر بإسناده مثله. الأعرج
5162 - وما قد حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان . أبو داود الطيالسي
5163 - وما قد حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا ، قالا : حدثنا حجاج بن منهال ، قال : أخبرنا عمي عبد العزيز بن عبد الله الماجشون ، ثم ذكر بإسناده مثله ، ولم يذكر عبد الله بن الفضل . [ ص: 160 ]
5164 - وما قد حدثنا الحجاج بن عمران ، قال : حدثنا هلال بن يحيى ، قال : حدثنا ، قال : أخبرنا يوسف بن الماجشون أبي ، عن ، ثم ذكر بإسناده مثله . عبد الرحمن الأعرج
5165 - وما قد حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : أخبرنا عثمان بن عمر ، عن هشام بن حسان قيس بن سعد ، عن ، عن عطاء ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله . ابن عباس
[ ص: 161 ]
5166 - وما قد حدثنا ، قال : حدثنا بكار ، قال : حدثنا أبو الوليد ، قال : حدثني شعبة عبيد أبو الحسن ، قال : سمعت يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله . ابن أبي أوفى
فكانت هذه الأشياء هي التي كان يقولها في ذلك حتى يرونه قد أوهم ، والله أعلم .
فقال قائل : فذلك لا يكون إلا وقد كانت العادة قبله جرت على خلافه .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله - عز وجل - وعونه : أنه قد يحتمل أن يكون كان يقول ذلك مرة ، ويتركه مرة .
[ ص: 162 ] وقد يحتمل أن يكون كان يستعمل في ذلك مد صوته به ، كما كان يستعمله فيما يقوله بعد سلامه من وتره : سبحان الملك القدوس ، يطول صوته بالثالثة من ذلك ; لأنه كان يقوله ثلاث مرات ، وإذا كان ذلك كذلك ، اختلف ما كان يمكنه فيه من الزمان ، فيظن أصحابه في ذلك ما كانوا يظنونه فيه .
وقد روي عنه أيضا أنه كان يزيد على ذلك
5167 - ما قد حدثنا مالك بن عبد الله بن سيف التجيبي ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي ، عن عطية بن قيس الكلابي قزعة بن يحيى ، عن ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل ما في حديث أبي سعيد الخدري علي ، وابن عباس ، وابن أبي أوفى ، وزاد : أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد : لا نازع لما أعطيت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد .
[ ص: 163 ] قال : فيكون يقول هذا مرة ، ويتركه مرات ، فيظن به ما كان أصحابه يظنونه به فيه ، وأما ما ذكرناه مما كان يفعله بين السجدتين ، فيحتمل أيضا يكون كان يفعل كذلك لما كان يقوله فيه مما قد ذكرناه عنه مما قد تقدم منا في كتابنا هذا من قوله في ذلك : " رب اغفر لي ، رب اغفر لي " . فيكون يطيله في بعضها ، فيتجاوز ما جرت عليه عادته فيه ، حتى يظن به أنه قد أوهم . أبو جعفر
وقد روي عنه في ذلك أيضا
5168 - ما قد حدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، عن سعيد بن سليمان الواسطي ، عن شريك أبي عمر ، عن ، قال : أبي جحيفة ذكرت الجدود عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال بعض القوم : جد فلان في الإبل ، وقال بعضهم : في الخيل ، فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما قام يصلي ، فرفع رأسه من الركوع ، قال : اللهم ربنا لك الحمد ملء السماء وملء الأرض ، وملء ما شئت ، لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ، والله نسأله التوفيق .