[ ص: 132 ] 809 - باب بيان مشكل ما روي عن عبد الله بن عباس ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا المعنى
5140 - حدثنا ، قال : حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثني ابن جريج ، عن يحيى بن سعيد ، عن القاسم بن محمد : ابن عباس أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ما لي عهد بأهلي منذ عفرنا النخل ، فوجدت مع امرأتي رجلا ، وزوجها مصفر حمش ، سبط الشعر ، والذي رميت به إلى السواد جعد قطط . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اللهم بين " . ثم لاعن بينهما ، فجاءت به يشبه الذي رميت به .
[ ص: 133 ] فكان ما في هذا الحديث كالذي في حديث الذي ذكرناه في الباب الذي قبل هذا الباب ، ولا دليل فيه على أن اللعان كان بذلك الولد ، أو بالقذف دونه . ابن مسعود
5141 - وحدثنا ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، قال : أخبرني عبد الله بن وهب ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، قال : حدثني أبيه ، عن القاسم بن محمد : عبد الله بن عباس العجلاني وامرأته ، وكانت حبلى ، فقال زوجها : والله ما قربتها منذ عفرنا النخل - والعفر : أن يسقى النخل بعد أن يترك من السقي بعد الإبار بشهرين - . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اللهم بين " . فزعموا أن زوج المرأة كان حمش الذراعين والساقين أصهب الشعرة ، وكان الذي رميت به ابن السحماء ، فجاءت بغلام أسود أجلى ، جعدا قططا ، عبل الذراعين ، خدل الساقين .
قال القاسم : قال ابن شداد بن الهاد ، يا أبا عباس : هل هي المرأة التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : " لو كنت راجما أحدا بغير بينة لرجمتها " ؟ فقال : لا ، ولكن تلك المرأة كانت قد أعلنت في الإسلام ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لاعن بين .
[ ص: 134 ]
5142 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو عامر العقدي ، عن المغيرة بن عبد الرحمن ، عن أبي الزناد ، عن القاسم ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمعناه . ابن عباس
قال : فكان هذا الحديث أيضا ليس فيه ذكر ملاعنة بحمل ولا لغيره ، فهو كما ذكرناه قبله . أبو جعفر
5143 - حدثنا ، قال : حدثنا يوسف بن يزيد ، [ ص: 135 ] قال : حدثني عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث بن سعد ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن القاسم بن محمد ، قال : ابن عباس عاصم بن عدي في ذلك قولا ، ثم انصرف ، فأتاه رجل من قومه يشكو إليه أنه وجد مع امرأته رجلا ، فقال عاصم : ما ابتليت بهذا إلا بقولي . فذهب به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بالذي وجد عليه امرأته ، وكان ذلك الرجل مصفرا قليل اللحم ، سبط الشعر ، وكان الذي ادعى عليه أنه وجده عند أهله آدم ، كثير اللحم خدلا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اللهم بين " . فوضعت شبيها بالرجل الذي ذكر زوجها أنه وجده عندها ، فلاعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم بينهما .
فقال رجل في المجلس : هي التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : لو رجمت أحدا بغير بينة رجمت هذه . لابن عباس
فقال : لا ، تلك امرأة كانت تظهر في الإسلام السوء ابن عباس ذكر التلاعن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال .
[ ص: 136 ]
5144 - وحدثنا أبو عبد الرحمن الكثيري المديني - وهو محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن كثير بن الصلت الكندي - قال : حدثنا ، قال : حدثني إسماعيل بن أبي أويس ، عن سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبيه عبد الرحمن بن القاسم ، عن القاسم ، أنه قال : ذكر المتلاعنان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر بقية حديث ابن عباس يوسف حرفا بحرف .
5145 - وحدثنا ، قال : أخبرنا أحمد بن شعيب يحيى بن محمد بن السكن ، قال : حدثنا محمد بن جهضم ، قال : حدثنا ، عن إسماعيل بن جعفر ، قال : سمعت يحيى يحدث ، [ ص: 137 ] عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، قال : ذكر التلاعن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر مثل الحديثين اللذين قبله . ابن عباس
فكان في إسناد هذا الحديث إدخال عبد الرحمن بن القاسم بين يحيى بن سعيد وبين وكان في متنه ملاعنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين ذينك الزوجين بعد وضع ذلك الحمل ، فانتفى بذلك أن يكون في هذا الحديث حجة لمن يوجب اللعان بالحمل ، وكان القول في الحمل إذا نفي : أن لا لعان به حتى يوضع ، لما يعلم أنه محمول به حين نفي ، ثم يكون اللعان به بعد ذلك كما قال القاسم بن محمد أبو يوسف ومحمد ، وبالله التوفيق .