[ ص: 276 ] 448 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إسلام الرجل على يد الرجل أنه يكون بذلك أولى الناس بمحياه وبمماته هل يكون بذلك مولى له أو لا يكون بذلك مولى له حتى يكون بينه وبينه موالاة مستأنفة
2852 - حدثنا فهد بن سليمان ، وأبو أيوب عبيد الله بن عبيد بن عمران الطبراني قالا : حدثنا ، قال : حدثنا أبو نعيم عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، عن عبد الله بن موهب ، قال : سمعت قال : تميما الداري سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يسلم على يدي الرجل ، فقال : هو أولى الناس بمحياه وبمماته .
[ ص: 277 ] [ ص: 278 ] [ ص: 279 ]
2853 - حدثنا فهد ، قال : حدثنا ، حدثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني ، قال : حدثني يحيى بن حمزة الحضرمي عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، عن عبد الله بن موهب ، عن ، عن قبيصة بن ذؤيب رضي الله عنه قال : تميم الداري سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله .
قال لنا فهد : فقلت لأبي نعيم لما حدثنا هذا الحديث بغير ذكر منه فيه بين عبد الله بن موهب وبين أحدا : إن تميم الداري أبا مسهر حدثنا به عن ، عن يحيى بن حمزة عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، فأدخل بينهما قبيصة بن ذؤيب ، فلم يقل شيئا .
2854 - حدثنا محمد بن سنان الشيرزي ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثني يحيى بن حمزة عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، قال : سمعت عبد الله بن موهب يحدث ، عن ، عن قبيصة بن [ ص: 280 ] ذؤيب ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . تميم الداري
2855 - حدثنا ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان بن داود ، قال : حدثنا عبد الله بن يوسف الدمشقي ، عن يحيى بن حمزة عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، عن عبد الله بن موهب ، عن أن قبيصة بن ذؤيب قال : تميما الداري سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله .
2856 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو بكر الحنفي ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه عبد الله بن وهب ، ولم يقل : ابن موهب ، عن قال : تميم الداري قلت : يا رسول الله ، الرجل من المشركين يسلم على يد الرجل من المسلمين ؟ قال : هو أولى الناس بمحياه وبمماته .
[ ص: 281 ] قال : فكان فيما رويناه من حديث تميم هذا إثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إسلام الرجل على يدي الرجل يوجب له أنه أولى الناس بمحياه وبمماته ، فتعلق قوم بهذا الحديث ، فأثبتوا به الولاء للذي كان الإسلام على يده من الذي أسلم على يده ، وجعلوه به مولاه ، وورثوه منه ، منهم عمر بن عبد العزيز .
كما قد حدثنا ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان بن داود ، قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، عن يحيى بن حمزة عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، قال : قضى بذلك ، يعني : ما في حديثه هذا ، في رجل أسلم على يدي رجل مسلم ، فمات وترك مالا وابنة ، فأعطى البنت النصف ، والذي أسلم على يديه البقية عمر بن عبد العزيز . شهدت
وكما حدثنا محمد بن سنان ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا هشام بن عمار ، ثم ذكر بإسناده مثله . يحيى بن حمزة
[ ص: 282 ] ومنهم . ربيعة بن أبي عبد الرحمن
كما حدثنا ، قال : حدثنا يونس ، قال : حدثني عبد الله بن وهب ، عن يونس بن يزيد أنه قال : إذا جاء كافر فأسلم على يدي مسلم بأرض عدو أو بأرض المسلمين ، فميراثه للذي أسلم على يديه . ربيعة بن أبي عبد الرحمن
ومنهم . سعيد بن المسيب
كما حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم الأزدي شداد بن سعيد ، قال : حدثنا ، عن قتادة قال : من أسلم على يدي قوم ضمنوا جرائره ، وحل لهم ميراثه . سعيد بن المسيب
وذهب آخرون ، وهم أكثر العلماء سواهم ، إلى أن إسلام الرجل على يدي الرجل لا يوجب له ولاءه حتى يواليه بعد ذلك ، فيكون بذلك مولاه ، كما يكون مولاه لو والاه ، ولم يكن أسلم على يديه قبل هذا ، وهذا مذهب الكوفيين .
وقد روي هذا القول عن . ابن شهاب الزهري
[ ص: 283 ]
كما حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن جعفر الذهلي الكوفي أحمد بن جميل المروزي ، قال : حدثنا ، عن عبد الله بن المبارك ، عن معمر الزهري رضي الله عنه عمر بن الخطاب . أنه سئل عن رجل أسلم فوالى رجلا ، هل بذلك بأس ؟ فقال : لا بأس به ، قد أجاز ذلك
قال : ففي هذا الحديث إثبات الولاء بالموالاة لا بالإسلام قبلها على يد رجل بلا موالاة من المسلم إياه ، وقد يحتمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو أولى الناس بمحياه وبمماته ، في أن لا يوالي غيره ، وأن يكون يقصد بموالاته إليه ، إذ كان الله - عز وجل - هداه على يده ، وأرشده بتسديده إياه إلى الدين الذي دخل فيه ، ويكون ذلك ؛ لأن الناس يحتاجون إلى التعارف إذ كان الله - عز وجل - جعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا كما ذكر ذلك في كتابه ، فكانوا بشعوبهم وبقبائلهم يتعارفون لا بما سواها ، فكان من أسلم يحتاج إلى أن يكون من شعب من تلك الشعوب ، أو من قبيلة من تلك القبائل حتى ينسب إلى من يكون إليه من ذلك ، فيعرف به .
كما قد قال ، فيما سمعت عبد الله بن يزيد المقرئ يقول : قال بكار بن قتيبة : أتيت أبو عبد الرحمن المقرئ رحمه الله فقال [ ص: 284 ] لي : ممن الرجل ؟ فقلت : رجل من الله عز وجل عليه بالإسلام ، فقال لي : لا تقل هكذا ، ولكن وال بعض هذه الأحياء ، ثم انتم فإني أنا كنت كذلك . أبا حنيفة
قال : ولم يسمع بكار هذا الحديث من أبو جعفر المقرئ ، ولكن .
حدثني ، قال : سمعت محمد بن جعفر بن محمد بن أعين ، قال : سمعت أحمد بن منصور الرمادي يقول ... ثم ذكر هذا الحديث . المقرئ
فكان قوله : هو أولى الناس بمحياه وبمماته ، أي : بأن يواليه ، فيكون بذلك مولاه إذ لا أحد أوجب حقا عليه منه ، وهذا كلام عربي يفهمه المخاطبون به من العرب ممن خاطبهم به من العرب ، كمثل ما قد فهم المسلمون عن الله عز وجل مراده بقوله في كفارات الأيمان : ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم ، أن مراده عز وجل إذا حلفتم فحنثتم لا ما سوى ذلك ، والله أعلم بمراده صلى الله عليه وسلم كان في ذلك ، وإياه نسأله التوفيق .