[ ص: 204 ] 38 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام في إنزاء الحمير على الخيل
211 - حدثنا فهد ، حدثنا ، حدثنا أبو غسان ، عن شريك عثمان بن أبي زرعة ، عن ، عن سالم ، عن علقمة قال : { علي أهدي للنبي عليه السلام بغل أو بغلة ، فقلت : ما هذا ؟ قالوا : بغل أو بغلة . قلت : وما هو ؟ قال : يحمل الحمار على الفرس فيكون مثل هذا ، أو يخرج مثل هذا . قلت : أفلا نحمل فلانا على فلانة ؟ قال : إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون } .
212 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن منصور ، حدثنا ، حدثنا الهيثم بن جميل ، ثم ذكر بإسناده مثله غير أنه قال : عن شريك علي بن علقمة .
قال : أبو جعفر وسالم هذا هو ابن أبي الجعد .
213 - حدثنا ، حدثنا يزيد بن سنان ، حدثنا سعيد بن أوس ، عن قيس بن الربيع عثمان بن المغيرة ، عن ، [ ص: 205 ] عن سالم بن أبي الجعد قال : { علي نهانا رسول الله عليه السلام أن نحمل الحمر على البراذين } .
214 - حدثنا ، حدثنا الربيع المرادي شعيب بن الليث ، أخبرنا ، عن الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ابن زرير ، يعني عبد الله بن زرير ، عن قال : { علي بن أبي طالب علي : لو حملنا الحمير على الخيل كان لنا مثل هذه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة فركبها فقال } .
215 - حدثنا ، حدثنا يزيد بن سنان ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، وحدثنا ليث ، حدثنا يزيد ، حدثني عبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير عبد الله بن زرير ، عن ، عن رسول الله عليه السلام مثله . علي
216 - حدثنا ، حدثنا ربيع المرادي ، وحدثنا [ ص: 206 ] أسد بن موسى أحمد بن داود ، حدثنا قالا : حدثنا سليمان بن حرب الواشحي ، عن حماد بن زيد أبي جهضم ، عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، عن قال : ابن عباس ما اختصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس إلا بثلاث : إسباغ الوضوء ، وأن لا نأكل الصدقة ، وأن لا ننزي الحمر على الخيل .
217 - حدثنا ، حدثنا أحمد بن شعيب حميد بن مسعدة ، حدثنا ، ثم ذكر بإسناده مثله . حماد بن زيد
218 - وحدثنا ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس ، حدثنا أبو كريب ، حدثنا إسماعيل ابن علية موسى بن سالم ، عن عبد الله بن عبيد الله ، عن مثله . ابن عباس
فقال قائل : فهذان الحديثان متضادان ؛ لأن في الأول منهما قول النبي عليه السلام : { إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون ، لما قال له علي : لو حملنا الحمر على الخيل لكان لنا مثل هذه ، فكان ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم نهيا للناس } جميعا على إنزاء الحمر على الخيل .
وفي الحديث الثاني منهما قول : إن رسول الله عليه السلام اختصهم يعني ابن عباس بني هاشم ، بأن لا ينزوا الحمر على الخيل .
[ ص: 207 ] فكان نهيه في هذا الحديث لم يتجاوز بني هاشم إلى غيرهم ، وكان نهيه في الحديث الأول قد عم الناس جميعا ، فكان جوابنا له عن ذلك بتوفيق الله وعونه : أن الحديث الأول كان جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فيما قال له : لو حملنا الحمير على الخيل ، جاءنا مثل هذا ، أن ذلك إنما يفعله الذين لا يعلمون ؛ أي : أن الحمر إذا حملت على الخيل كان ما يكون بينهما بغالات وبغال ، لا ثواب في ارتباطها ، ولا سهمان لها في الغنائم لمن غزا عليها ، وإذا حملت الخيل على الخيل كانت عنها خيلا في ارتباطها الثواب الذي وعد الله على لسان رسوله مرتبطيها وارتباطهم إياها . علي بن أبي طالب
219 - ما قد حدثنا محمد بن عمرو بن يونس ، حدثنا ، عن عبد الله بن نمير الهمداني ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن النبي عليه السلام قال : { ابن عمر الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة } .
220 - وكما قد حدثنا ، حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا مسدد ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن نافع ، عن النبي عليه السلام مثله . ابن عمر
221 - وكما قد حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، [ ص: 208 ] حدثنا القعنبي ، عن مالك ، عن نافع ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . ابن عمر
222 - وكما قد حدثنا فهد ، حدثنا ، حدثنا عمر بن حفص ، عن أبي ، عن أشعث بن سوار أبي زياد التيمي ، عن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . النعمان بن بشير
223 - وكما قد حدثنا ، حدثنا عبد الملك بن مروان ، عن الفريابي ، عن سفيان ، عن يونس بن عبيد عمرو بن سعيد ، عن ، عن أبي زرعة قال : سمعت رسول الله عليه السلام يقول : { جرير بن عبد الله الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، الأجر والغنيمة } .
224 - وكما قد حدثنا محمد بن خزيمة ، حدثنا ، حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي ، عن يزيد بن زريع ، ثم ذكر بإسناده مثله . يونس بن عبيد
[ ص: 209 ]
225 - حدثنا فهد ، حدثنا ، حدثنا أبو نعيم ، عن زكريا بن أبي زائدة ، حدثنا الشعبي عروة البارقي : أن النبي عليه السلام قال : { الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، الأجر والمغنم } .
226 - وكما حدثنا فهد ، حدثنا ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، عبد الله بن إدريس ، عن ومحمد بن فضيل ، ابن إدريس ، عن وابن فضيل ، عن حصين ، عن الشعبي عروة البارقي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ابن إدريس : { والإبل عز لأهلها ، والغنم بركة الخير معقود في نواصي الخيل ، فقيل : يا رسول الله ، مم ذاك ؟ قال : الأجر والغنيمة إلى يوم القيامة } . زاد } .
227 - حدثنا فهد ، حدثنا ، حدثنا أبو نعيم ، عن فطر بن خليفة قال : وقف علينا أبي إسحاق عروة البارقي ونحن في مجلسنا ، فحدثنا قال : [ ص: 210 ] سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { الخير معقود في نواصي الخيل أبدا إلى يوم القيامة } .
228 - وكما قد حدثنا محمد بن حميد بن هشام الرعيني أبو قرة ، حدثنا ، حدثنا عبد الله بن يوسف الدمشقي عبد الله بن سالم ، حدثنا إبراهيم بن سليمان الأفطس ، حدثني الوليد بن عبد الرحمن الجرشي ، عن ، حدثنا جبير بن نفير سلمة بن نفيل السكوني ، قال : سمعت رسول الله عليه السلام يقول : { الخيل معصوب في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وأهلها معانون عليها } .
وفي ذلك أحاديث تدخل في هذا النوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اخترنا بعضها لما عسى أن يكون أولى به مما يجيء فيما بعد في كتابنا هذا إن شاء الله .
فأعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوابه [ ص: 211 ] إياه عن قوله لو حملنا الحمر على الخيل بقوله : { إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون } ، أي : أن منتجي ما لا ثواب في إنتاجه ، ولا سهم في الغنيمة مع الغزو عليه ، وتاركي إنتاج ما في إنتاجه ثواب والسهمان في الغنيمة ، الذين لا يعلمون ، فهذا وجه ما في حديث علي بن أبي طالب علي الذي روينا ، والله أعلم .
وأما ما في حديث ، فإنما كان على اختصاص رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم أن لا ينزوا الحمر على الخيل لمعنى كان فيهم قد ذكره ابن عباس عبد الله بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، وبين فيه المعنى الذي اختصهم رسول الله عليه السلام بذلك من أجله .
229 - كما قد حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، حدثنا أبو عمر الحوضي مرجى بن رجاء ، حدثنا أبو جهضم ، حدثني عبيد الله بن عبد الله ، عن قال : { ابن عباس عبد الله بن الحسن ، وهو يطوف بالبيت فحدثته فقال : صدق . كانت الخيل قليلة في بني هاشم ، فأحب أن يكثر فيهم } ما اختصنا رسول الله عليه السلام إلا بثلاث أن لا نأكل الصدقة ، وأن نسبغ الوضوء ، وأن لا ننزي حمارا على فرس . قال : فلقيت .
فبان بحمد الله ونعمته أن لا تضاد في واحد من هذين الحديثين للآخر منهما ، وأن ما في كل واحد منهما لمعنى غير المعنى الذي في الآخر منهما ، والله نسأله التوفيق .