2401 - حدثنا قال : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال : حدثنا يوسف بن عدي ، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي جبريل بن أحمر ، عن ، عن عبد الله بن بريدة أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن عندي ميراث رجل من الأزد ، وإني لم أجد أحدا أزديا أدفعه إليه قال : انطلق ابتغ أزديا عاما ، أو قال : حولا ، فانطلق ، ثم رجع في العام الثاني فقال : يا رسول الله والله ما وجدت أزديا أدفعه إليه ، قال : انطلق فانظر أول خزاعي فادفعه إليه .
[ ص: 191 ]
2402 - حدثنا قال : حدثنا يحيى بن عثمان ( ح ) قال : وحدثنا نعيم بن حماد محمد بن سنان الشيزري قال : حدثنا عيسى بن سليمان الشيزري قال : حدثنا ، قال عباد بن العوام يحيى : عن جبريل بن أحمر أبي بكر ، وقال محمد : عن جبريل بن أحمر ، ثم اجتمعا فقالا : عن ، عن عبد الله بن بريدة ، ثم ذكر مثله غير أنه قال : أبيه انطلق فادفعه إلى أول خزاعي تلقاه ، فلما قفا قال : علي به ، قال : فرجع ، قال : انطلق فادفعه إلى أكبر خزاعة .
قال : ومعنى أكبر أبو جعفر خزاعة عندنا - والله أعلم - أكبرها في [ ص: 192 ] النسب ، ومنه : الولاء للكبر .
2403 - حدثنا فهد بن سليمان قال : حدثنا قال : حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل موسى بن محمد الأنصاري قال : أخبرنا جبريل بن أحمر ، عن ، عن عبد الله بن بريدة قال : أبيه خزاعة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : عندي ميراث رجل من الأزد لا أجد أزديا أدفعه إليه ، قال : تربص به حولا ، قال : ففعل ثم أتاه فقال : اذهب فادفعه إلى أكبر .
قال : فتأملنا هذا الحديث فوجدنا ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه الذي سأله عمن سأله عنه فيه من ابتغاء أزدي حولا قد أمر في ذلك كمثل ما أمر به في اللقطة ، وفي ابتغاء صاحبها حولا ، ثم تصرف فيما يجب صرفها فيه بعد الحول ، فجعل مثل ذلك ما أمر به السائل له في الحديث الذي روينا من طلب أزدي حولا ، ومن رد ذلك الميراث إن لم يجده حتى يمضي الحول إلى الأكبر من أبو جعفر خزاعة ، لأنهم [ ص: 193 ] من الأزد ، وإنما انخزعوا منهم لما خرجوا من اليمن فصاروا إلى مكة ، وهم بنو مازن بن الأسود بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، فحالفوا بمكة من حالفوه بها ، فصاروا بذلك حلفاء بني هاشم .
فقال قائل : فكيف يجوز أن يكون ما في هذا الحديث كما ذكر فيه من عدم الذي كان ذلك الميراث عنده وجود أزدي يستحقه حتى يطلبه من خزاعة ، والأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم من الأزد وهم أقرب إلى ذلك المتوفى من خزاعة ، لأن خزاعة لما انخزعت سميت بذلك وهي من بطن بعينه من الأزد ، ومن سواها من الأزد ليس من ذلك البطن ، فنسبت هي إلى ما نسبت إليه وبانت بذلك من الأزد ، وبقي من سواها من بطون الأزد على ما كانوا عليه قبل ذلك من النسبة إلى الأزد ، كما قد بانت أفخاذ قريش من قريش بما هي من أفخاذ قريش فقيل : الهاشميون للهاشميين والعبشميون لعبد شمس حتى قيل في بطون قريش كذلك وقريش تجمعها كلها .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله وعونه أن هذا يحتمل أن يكون كان بمكة قبل أن يهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم منها إلى المدينة وقبل إسلام الأنصار ، ومما يقرب أن ذلك كذلك في القلوب أن الذي روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هو بريدة بن الحصيب وهو رجل من أسلم ، وأسلم من خزاعة [إسلام أسلم و] إسلام خزاعة كان والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة .
فكان ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سأله عن ما سأله عنه في حديثه وجواب النبي صلى الله عليه وسلم إياه بما أجابه به فيه ، ولا أنصار حينئذ ولا [ ص: 194 ] أحد أقعد حينئذ بالأزد منهم ذلك المتوفى إلا خزاعة ، وفي ذلك ما قد دل على أن ذلك ممن قد كان أسلم ، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ميراثه إلى الأقعد من مسلمي خزاعة .
وقد روى ، عن شريك بن عبد الله النخعي جبريل بن أحمر ، فخالف فيه موسى بن محمد الأنصاري ، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ، وعباد بن العوام .
2404 - كما حدثنا يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن خزيمة قالا : حدثنا قال : أخبرنا عمرو بن خالد قال : حدثنا شريك بن عبد الله جبريل بن أحمر ، عن ، عن ابن بريدة قال : أبيه خزاعة أتي النبي صلى الله عليه وسلم بميراث رجل من خزاعة فقال : اطلبوا له وارثا ، فطلبوه فلم يجدوه فقال : اطلبوا له قرابة ، فطلبوا فلم يجدوا ، فقال : اطلبوا له ذا رحم ، فطلبوا فلم يجدوا فقال : ادفعوا ماله إلى أكبر .
قال : ما كان عند أبو جعفر يونس لعمرو بن خالد إلا حديثان : هذا الحديث وآخر .
2405 - وكما حدثنا فهد ، حدثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني ، [ ص: 195 ] قال : أخبرنا قال : حدثنا شريك جبريل بن أحمر ، عن ، عن ابن بريدة قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم بميراث رجل من أبيه خزاعة ثم ذكر مثله .
قال : فكان ما رواه سوى أبو جعفر شريك فهذا الحديث عليه أولى عندنا مما رواه شريك عليه لعددهم ، ولأن ثلاثة أولى بالحفظ من واحد ، ولاستحالة بعض ما في حديث شريك مما ذكر فيه من قول النبي صلى الله عليه وسلم : اطلبوا له ذا رحم وهذا لا يجوز في العرب ، لأن العرب لا تورث بالأرحام ، وإنما تورث بالعصبات إلا حيث ورث الله عز وجل ذوي الفرائض المسماة منهم والأخوات للأب والأم أو للأب مع البنات لأنهم إذا لم يوجد عصباتهم من أفخاذهم وجدت من الأفخاذ التي تتلو أفخاذهم كما يفعل فيهم في عقول جناياتهم ؛ تحمل أفخاذهم الذين يحملون أروش الجنايات ، فإن قصر عددهم عن احتمال أروشها رد ذلك إلى من يتلوهم من الأفخاذ ، وإنما التوارث بالأرحام المخالفة لما ذكرنا في غير العرب من العجم الذين لا يرجعون إلى شعوب ولا إلى قبائل ، وإنما يرجعون إلى بلدان لا إلى ما سواها كما قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما قد حمله من رواه عن أصحابه على ذلك .
2406 - كما حدثنا قال : سمعت حسين بن نصر ( ح ) . يزيد بن هارون
وكما حدثنا علي بن شيبة جميعا قالا : حدثنا وأبو أمية ثم اجتمعوا جميعا فقالوا : أخبرنا يزيد بن هارون ، عن الجريري ، عن أبي [ ص: 196 ] العلاء بن الشخير عبد الرحمن بن صحار العبدي ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل حتى يقال : من بقي من بني فلان فعرفت أنه يعني العرب ؛ لأن العجم إنما تنسب إلى قراها .
[ ص: 197 ] وقد روي في قول الله عز وجل : وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا . ما قد حدثنا ابن أبي مريم قال : حدثنا قال : حدثنا الفريابي ، عن قيس بن الربيع ، عن أبي الحصين ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنهما ابن عباس شعوبا وقبائل . قال : الشعوب الجماع ، والقبائل الأفخاذ التي يتعارفون بها . فيقول الله عز وجل :
[ ص: 198 ]
وما قد حدثنا ابن أبي مريم قال : حدثنا قال : حدثنا الفريابي قال : حدثنا إسرائيل أبو يحيى ، عن مجاهد شعوبا وقبائل . قال : الشعوب النسب البعيد والقبائل دون ذلك . في قوله عز وجل :
وما قد حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، عن أبو حذيفة ، عن سفيان ، عن أبي حصين سعيد بن جبير وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا . قال : الشعوب نحو تميم وبكر ، والقبائل الأفخاذ . في قوله عز وجل :
وما قد حدثنا ولاد النحوي قال : حدثنا المصادري ، عن : أبي عبيدة معمر بن المثنى شعوبا وقبائل ، يقال : من شعب من أنت ؟ فيقول : من مضر من ربيعة والقبائل : دون ذلك . قال ابن أحمر :
من شعب همدان أو سعد العشيرة أو من شعب مذحج قد هاجوا له نظرا
[ ص: 199 ] قال : والعرب ترجع إلى الشعوب وإلى القبائل وإلى الأفخاذ وبها يتوارثون ، والعجم لا ترجع إلى ذلك ، وإنما تجمعهم بلدانهم لا ما سواها ، وكذلك كان أبو جعفر يقول في التوارث بالأرحام التي ليست عصبات : إنما هو في العجم لا في العرب ، فاستحال بذلك ما في حديث أبو يوسف شريك مما أضافه إلى النبي صلى الله عليه وسلم من طلب ذي الرحم ليدفع إليه ميراث الأزدي الذي نسبه شريك فيه إلى خزاعة . والله نسأله التوفيق .