[ ص: 459 ] 357 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان يصيبه من الوعك أنه كان يكون له فيه أجران
2208 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية ، عن قبيصة بن عتبة ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن الحارث بن سويد ، قال : عبد الله أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه وهو يوعك وعكا شديدا ، فقلت : يا رسول الله إنك توعك وعكا شديدا ، إن لك أجرين ، قال : أجل ، ما من مسلم يصيبه أذى إلا تحاتت عنه خطاياه كما يتحات ورق الشجر ، قال : وفي هذا الحديث أن أبو جعفر عبد الله خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن له على الوعك الذي يوعكه أجرين ، فلم ينكر ذلك رسول الله [ ص: 460 ] صلى الله عليه وسلم فدل ذلك على أن الأجر قد كان يكتب في الوعك الذي يوعكه .
2209 - وحدثنا أحمد بن داود بن موسى ، قال : حدثنا ، قال : أخبرنا عبيد الله بن محمد التيمي ، قال : حدثنا عبد العزيز بن مسلم القسملي ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن الحارث بن سويد ، قال : عبد الله بن مسعود دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي ، فقلت : يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا ، قال : أجل إني أوعك وعكا شديدا كما يوعك الرجلان منكم ، قلت : فإن لك أجرين ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله كأنه يعني خطاياه كما تحط الشجرة ورقها .
2210 - حدثنا ، قال : أخبرنا يونس ، قال : أخبرني عبد الله بن وهب ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار رضي الله عنه أبي سعيد الخدري أبو سعيد : ما أشد حر حماك يا رسول الله ، فقال رسول [ ص: 461 ] الله صلى الله عليه وسلم : إنا كذلك يشدد علينا البلاء ويضعف لنا الأجر . أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موعوك ، عليه قطيفة ، فوضع يده عليه فوجد حرارتها فوق القطيفة ، فقال
قال : فتأملنا هذه الآثار فوجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان لا خطايا له تحط عنه بما كان يصيبه في بدنه من الوعك جعل له مكان ذلك من الأجر ما كان يجعل له فيه مما ذكر في هذه الآثار . أبو جعفر
ودل ما في حديث أبي سعيد من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم جوابا له عما سأله عنه فيه إنا كذلك يشدد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر أنه أراد بذلك نفسه وسائر أنبياء الله - عز وجل صلوات الله عليهم - إذ كانوا لا ذنوب لهم ولا خطايا والله سبحانه وتعالى نسأله التوفيق .