[ ص: 413 ] 350 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤيا كم هي من جزء من الأجزاء التي هي النبوة ؟
2169 - حدثنا ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، قال : حدثنا أسد بن موسى ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ابن عباس الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة .
2170 - حدثنا محمد بن عمرو بن يونس ، قال : حدثنا ، عن عبد الله بن نمير الهمداني ، عن عبيد الله العمري ، عن نافع رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . ابن عمر
[ ص: 414 ]
2171 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية عبيد بن إسحاق العطار ، قال : حدثنا ، عن زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الأصم ، عن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . عبد الله
[ ص: 415 ]
2172 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان النحوي فراس ، عن ، عن عطية ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، فقال قائل : فقد رويتم هذه الآثار كما قد رويتم مما فيه أن الرؤيا جزء من سبعين جزءا من النبوة ، وأنتم تروون عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يخالفها وأن الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة . أبي سعيد الخدري
2173 - وذكر ما قد حدثنا علي بن شيبة ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، [ ص: 416 ] عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عبادة بن الصامت رؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة .
2174 - وما قد حدثنا علي بن شيبة ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، عن مالك بن أنس ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنس بن مالك الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة .
2175 - وما قد حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا عبد الله بن بكر السهمي ، وحدثنا هشام بن حسان ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال أخبرنا [ ص: 417 ] يزيد بن هارون ، عن هشام ، عن محمد بن سيرين رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله ، أبي هريرة
2176 - وما قد حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية الخضر بن محمد بن شجاع ، قال : حدثنا ، عن محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج سليمان بن عريب ، قال :
يقول أبا هريرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رؤيا العبد الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة فقال لابن عباس : من خمسين . ابن عباس سمعت ، [ ص: 418 ]
2177 - وما قد حدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا مسدد ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي هريرة رؤيا الرجل الصالح يراها أو ترى له جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة .
2178 - وما قد حدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا أبو مسهر الغساني ، قال : حدثني يحيى بن حمزة ، عن يزيد بن عبيدة أبي عبيد الله ، قال : وهو كاتب أبو جعفر ، قال أبي الدرداء أبو مسهر ، وهو مسلم بن مشكم ، إنه حدثه ، عن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : عوف بن مالك الأشجعي الرؤيا ثلاث : فمنها تهويل من الشيطان ليحزن الذين آمنوا ، ومنها ما يهم الرجل في يقظته فيراه في منامه ، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من [ ص: 419 ] النبوة ، فقلت : أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال هذا القائل : وهذا اضطراب شديد مرة يروون أنها جزء من سبعين جزءا من النبوة ، ومرة يروون أنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ، ومرة يروون عن ما لا يجوز أن يكون قاله إلا توقيفا أنها جزء من خمسين جزءا من النبوة . ابن عباس
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أن جميع ما رويناه من الآثار في هذا محتمل ما لا تضاد فيه وهو أن الرؤيا جزء من أجزاء من النبوة جعلت بشارات .
2179 - كما قد حدثنا ، قال : حدثنا يونس ، عن سفيان ، عن عبيد الله بن أبي يزيد أبيه ، عن سباع بن ثابت ، عن سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أم كرز الكعبية ذهبت النبوة وبقيت المبشرات . ، [ ص: 420 ]
2180 - كما قد حدثنا ابن أبي مريم ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا الفريابي ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن عطاء بن يسار شيخ من أهل مصر ، عن رضي الله عنه ، قال : أبي الدرداء لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، قال : الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ، وفي الآخرة قال : الجنة سألت النبي صلى الله عليه وسلم ، عن قوله عز وجل : .
[ ص: 421 ] فاحتمل أن يكون الله عز وجل كان جعلها في البدء جزءا من [ ص: 422 ] سبعين جزءا من النبوة فيكون ما يعطى من رآها أو رئيت له بها ذلك الجزء من النبوة فضلا منه عليه وعطية منه إياه ثم زاده بعد ذلك أن يجعل ما يعطيه بها جزءا من خمسين جزءا من النبوة ، ثم زاده بعد ذلك أن جعل ما يعطيه بها جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة .
فإن قال قائل : وكيف لم يجز أن يكون قليلها هو الناسخ لكثيرها ؟
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أن الله عز وجل لا ينتزع من عباده فضلا تفضل به عليهم إلا بحادثة يحدثونها يستحقون بها ذلك منه ، كما قال الله عز وجل : فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم الآية ، وكما قال الله عز وجل : ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فلم يكن ممن أنعم عليه عز وجل بكثير من أجزاء النبوة ما يستحقون به حرمان ذلك والرد إلى قليل أجزائها ، والله نسأله التوفيق .