[ ص: 162 ] 308 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من نهيه أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو
1904 - حدثنا أحمد بن أبي عمران ، قال : حدثنا ، عن خلف بن هشام البزار ، عن أبي أسامة ، عن عبيد الله ، عن نافع رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمر نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ، مخافة أن يناله العدو .
1905 - حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن إسحاق بن الفرات ، قال : قال يحيى بن أيوب : أخبرني يحيى بن سعيد . نافع
أن ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر نهى أن يسافر بالقرآن [ ص: 163 ] إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو .
1906 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن جناد البغدادي ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم الأزدي ، عن شعبة ، عن أيوب ، عن نافع رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله . ابن عمر
1907 - حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا بشر بن عمر الزهراني . مالك بن أنس
وحدثنا ، قال : أخبرنا يونس أن ابن وهب أخبره عن مالكا ، عن نافع ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر مثله . ابن عمر
1908 - وما قد حدثنا ، قال : حدثنا يزيد أبو الوليد الطيالسي قالا : حدثنا وأبو [ ص: 164 ] صالح ، عن الليث بن سعد ، عن نافع ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله ، قال : فكان في هذا الحديث نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ، وفيه موصول بنهيه عن ذلك مخافة أن يناله العدو ، فاحتمل أن يكون ذلك من كلام ابن عمر ، أو من كلام ابن عمر نافع مولاه ، لا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فكشفنا عن ذلك لنقف على حقيقة الأمر بتوفيق الله عز وجل .
1909 - فوجدنا قد حدثنا قال : حدثنا المزني ، قال : حدثنا الشافعي ، عن سفيان ، عن أيوب ، عن نافع رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ابن عمر لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو ؛ فإني أخاف أن يناله العدو .
[ ص: 165 ] قال : وكان أبو جعفر أيوب عندنا والله أعلم ليس هو أيوب الذي روى عنه هذا الحديث عن شعبة نافع وإنما هو أيوب بن موسى الأموي ، والذي روى عنه هو شعبة . أيوب السختياني
1910 - ووجدنا قد حدثنا ، قال : حدثنا أبا أمية ، قال : حدثنا معاوية بن عمرو الأزدي ، عن أبو إسحاق الفزاري إسماعيل بن أمية ، عن وليث بن أبي سليم ، عن نافع ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو ، فإني أخاف أن يناله العدو ، وقد توهم متوهم أن بين وبين أبي إسحاق الفزاري إسماعيل بن أمية في هذا الحديث وليس كما توهم إذ كنا قد وجدناه في غير رواية سفيان الثوري معاوية ، عن أبي إسحاق كما في رواية معاوية ، عن أبي إسحاق .
1911 - كما حدثنا محمد بن سنان الشيزري ، قال : حدثنا [ ص: 166 ] ، قال : حدثنا المسيب بن واضح ، عن أبو إسحاق الفزاري إسماعيل بن أمية ، ثم ذكر بقية الحديث ، واحتملنا وليث بن أبي سليم المسيب في هذا الحديث ، وإن كان أهل العلم بالإسناد يتكلمون فيه ليتحقق أن لا دخيل بين أبي إسحاق وبين إسماعيل في هذا الإسناد ، وكان ما في أحاديث أيوب بن موسى وإسماعيل بن أمية وليث بن أبي سليم هذه مما قد تحقق عندنا أن الخوف الذي في هذه الأحاديث على القرآن أن يناله العدو حتى نهي عن السفر به إلى دارهم من أجله من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا من سواه من رواة هذه الأحاديث .
وقد اختلف أهل العلم في السفر به إلى أرض العدو ؛ فذهب بعضهم إلى إباحة ذلك منهم أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن .
كما حدثنا محمد بن العباس ، قال : حدثنا علي بن معبد ، عن [ ص: 167 ] محمد بن الحسن ، عن يعقوب ، عن ، ولم يحك خلافا بينهم ، وذهب بعضهم إلى كراهة ذلك ، وقد روي هذا القول عن أبي حنيفة ، وذهب مالك بن أنس محمد بن الحسن بأخرة في " سيره الكبير " إلى أنه إن كان مأمونا عليه من العدو فلا بأس بالسفر به إلى أرضهم وإن كان مخوفا عليه منهم فلا ينبغي السفر به إلى أرضهم ولم يحك هناك خلافا في ذلك بينه وبين أحد من أصحابه ، فاحتمل أن يكون ما في الرواية الأولى التي رويناها من إباحة السفر به إلى أرض العدو عند الأمان عليه من العدو ، وهذا القول أحسن ما قيل في هذا الباب ، والله تعالى نسأله التوفيق .