وقال في الفنون لا ينبغي الخروج من عادات الناس إلا في الحرام فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ترك ابن عقيل الكعبة وقال { } [ ص: 44 ] وقال لولا حدثان قومك الجاهلية لولا أن يقال عمر زاد في القرآن لكتبت آية الرجم . عمر
وترك الركعتين قبل المغرب لإنكار الناس لها ، وذكر في الفصول عن الركعتين قبل المغرب وفعل ذلك إمامنا أحمد ثم تركه بأن قال رأيت الناس لا يعرفونه ، وكره أحمد قضاء الفوائت في مصلى العيد وقال : أخاف أن يقتدي به بعض من يراه . أحمد
وروى وغيره من طريق البيهقي عن شعيب عن نافع أن أسلم رأى على عمر ثوبا مصبوغا فقال ما هذا ؟ قال : إنه يمدر ، فقال إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس ، وإن جاهلا لو رأى هذا لقال على طلحة ثوب مصبوغ فلا يلبس أحد منكم من هذه الثياب شيئا إنه محرم وقال طلحة الأوزاعي كنا نمزح ونضحك فلما صرنا يقتدى بنا خشيت أن لا يسعنا التبسم وقال لو صلح القراء لصلح الناس وقال أيضا يعجبني أن الثوري . يكون صاحب الحديث مكفيا لأن الآفات أسرع إليهم وألسنة الناس إليهم أسرع وإذا احتال ذل
وقال من اقتصر على لباس ومطعم دون أراح جسده وقال أبو داود السجستاني عن الأعمش رأيت بين كتفي زيد بن وهب أربع عشرة رقعة بعضها من أدم وقال مالك عن إسحاق بن عبد الله عن أنس رأيت عمر رضي الله عنه وهو يومئذ أمير المؤمنين قد رقع بين كتفيه ثلاث رقاع لبد بعضها فوق بعض وقال عمر : لو نظرت إلى ثياب سليمان بن حرب لم تكن تسوى عشرة دراهم . إزاره ورداؤه وقميصه ، كان شيخا كثير الصدقة وقال شعبة علي بن ثابت رأيت في طريق الثوري مكة فقومت كل شيء عليه حتى نعله درهما وأربعة دوانق .
وقال : ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون ، ونهاره إذ الناس مفطرون ، وبكائه إذ الناس يضحكون ، وبحزنه إذ الناس يفرحون وقال الثوري العالم طبيب هذه الأمة ، والمال الداء فإذا كان الطبيب يجر الداء إلى نفسه كيف يعالج غيره ؟ وعن الثوري عيسى ابن مريم عليه السلام [ ص: 45 ] أنه قال : يا معشر الحواريين ارضوا بدني الدنيا مع سلامة الدين كما رضي أهل الدنيا بدني الدين مع سلامة الدنيا .
وروى عن ابن بطة أنه كتب إلى عمر أبي موسى أن الفقه ليس بسعة الهذر وكثرة الرواية إنما الفقه خشية الله وروى أيضا عن قال : لا يكون العالم عالما حتى يكون فيه ثلاث خصال : لا يحقر من دونه في العلم ، ولا يحسد من فوقه ، ولا يأخذ دنيا . أبي حازم
وروى أيضا عن الحسن قال : الفقيه الورع الزاهد المقيم على سنة محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا يسخر بمن أسفل منه ولا يهزأ بمن فوقه ولا يأخذ على علم علمه الله عز وجل حطاما وقال أيضا ما رأيت فقيها قط .
وروى عنه كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه وبصره ويده وقال البيهقي عن ابن المبارك سألت مالك بن دينار الحسن ما قال : موت القلب قلت وما موت القلب قال : طلب الدنيا بعمل الآخرة وقال عقوبة العالم الأوزاعي : بلغني أنه يقال ويل للمتفقهين لغير العبادة ، والمستحلين المحرمات بالشبهات وقال إن حقا على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية ، وأن يكون متبعا لأثر من مضى قبله وقال مالك الربيع سمعت يقول : أخشى أن أطلب العلم بغير نية أن لا ينتفع به وقال الشافعي رضي الله عنه : زينة العلم الورع والحلم وقال أيضا لا يجمل العلم ولا يحسن إلا بثلاث خلال : تقوى الله ، وإصابة السنة ، والخشية . الشافعي
وقال أيضا ليس العلم ما حفظ ، العلم ما نفع وقال أبو قلابة لأيوب إذا حدث لك علم فأحدث فيه عبادة ولا يكن همك أن تحدث به الناس وقال سمعت أحمد بن محمد يقول : قالت وكيعا أم سفيان الثوري : اذهب فاطلب العلم حتى أعولك أنا بمغزلي ، فإذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل في نفسك زيادة فابتغه وإلا فلا تتعنى .
وقال [ ص: 46 ] بلغني أن العلماء فيما مضى كانوا إذا تعلموا عملوا . وإذا عملوا ، شغلوا ، وإذا شغلوا فقدوا ، وإذا فقدوا طلبوا . وإذا طلبوا هربوا وقال الفضيل بن عياض : تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم وتواضعوا لمن يعلمكم وتواضعوا لمن تعلمون ولا تكونوا من جباري العلماء فلا يقوم عملكم مع جهلكم . عمر
وقالت : تغفلون عن أعظم العبادة . التواضع وقال عائشة الشعبي : اتقوا الفاجر من العلماء ، والجاهل من المتعبدين ، فإنه آفة كل مفتون وقال : نعوذ بالله من فتنة العالم الفاجر ، والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون . ذكر ذلك الثوري . البيهقي
وقال رحمه الله إن الله يحب العالم المتواضع ويبغض العالم الجبار . ويأتي الخبر في فصول كسب المال في الأئمة المضلين . الفضيل بن عياض
وعن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعا { } . إني أخاف على أمتي من بعدي زلة العالم ، ومن حكم جائر ، وهوى متبع
وفي لفظ بهذا الإسناد { } اتقوا زلة العالم وانتظروا فيئته كثير كذاب متروك ، وهذا مذكور في ترجمته ، وقد صحح له الترمذي وعن زيد بن أبي زياد عن عن مجاهد مرفوعا إن { ابن عمر أشد ما أتخوف على أمتي ثلاث : زلة عالم ، وجدال منافق بالقرآن ، ودنيا تقطع أعناقكم ، فاتهموها على أنفسكم } يزيد ضعيف ولم يترك وقال قال داود بن أبي هند يفسد الناس ثلاثة : أئمة مضلون ، وجدال منافق بالقرآن والقرآن حق ، وزلة العالم . عمر بن الخطاب
وقد قال منصور عن شقيق عن رضي الله عنه : إني لآمركم بالأمر وما أفعله ولكن لعل الله أن يأجرني فيه قال أبي الدرداء محمول على المستحبات أو أنه قاله على وجه التواضع وقال أبو داود الطيالسي ثنا البيهقي الصعق بن حزن عن عقيل الجعدي عن عن أبي إسحاق عن سويد بن غفلة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ابن مسعود أتدري أي الناس أعلم ؟ قلت : الله ورسوله أعلم قال : فإن أعلم الناس أعلمهم بالحق إذا اختلف الناس وإن كان مقصرا في العمل وإن كان يزحف على استه عبد الله } . قال يا في [ ص: 47 ] البخاري : منكر الحديث يروي عن عقيل ، وتكلم فيه أبي إسحاق وقال ابن حبان : غير معروف قال ويمكن إجراء الخبر على ظاهره ويكون تركه العمل زلة منه تنتظر فيئته . البيهقي
ولما حج سالم الخواص لقي في السوق فأنكر عليه كونه في السوق فأنشد ابن عيينة : ابن عيينة
خذ بعلمي وإن قصرت في عملي ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
وأما قول بعض المتأخرين :خذ من علومي ولا تنظر إلى عملي واقصد بذلك وجه الواحد الباري
وإن مررت بأشجار لها ثمر فاجن الثمار وخل العود للنار
وقال في الرعاية في كتاب الجهاد ومن لزمه تعلم شيء وقيل أو كان في حقه فرض كفاية وقيل أو نفلا ولا يحصل له في بلده فله السفر في طلبه بغير إذن أبويه وبقية أقاربه ، انتهى كلامه .
وكلام السابق في رواية أحمد إسحاق بن إبراهيم يدل لهذا القول ، وغيرها عن يخالفها قال القاضي ومما يجب إنكاره أحمد نحو ما يتعلق بمعرفة الله تعالى وبمعرفة الصلوات وجملة الشرائع وما يتعلق بالفرائض ويلزم النساء الخروج لتعلم ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم { ترك التعليم والتعلم لما يجب تعليمه وتعلمه } فأولى أن يضرب المكلف على تعلم ذلك . في الصبيان واضربوهم على تركها لعشر