[ ص: 142 ] فصل ( في ) . جرح رواة الحديث لبيان الحقيقة ومعرفة الصحيح من غيره
سأل رجل أبا عبد الله عن أبي البختري فقال : كان كذابا يضع الحديث فقال الرجل أنا ابن عمه قال أبو عبد الله : الله المستعان ولكن ليس في الدين محاباة .
وقال مهنا : سألت ابن معين عن قال : أنت تعرفه وأحب أن تعفيني قلت لم قال : إن ابنه أخ لي قلت فدعه ، وسأل الواقدي رجلا عن موت أحمد فقال ما تصنع بهذا يا ابن المبارك أبا عبد الله قال نعرف به الكذابين .
وقال يحيى بن سعيد سألت شعبة وسفيان بن سعيد وسفيان بن عيينة عن الرجل يحدث بالحديث يخطئ فيه أو يكذب فيه فقالوا جميعا بين أمره قال ومالك بن أنس في رواية أحمد مهنا هو كما قالوا ، فقلت له أما تخاف أن يكون هذا من الفاحشة قال لا هذا دين ونقل غيره عن أنه سأله عن معنى الغيبة فقال : إذا لم ترد عيب الرجل قلت قد جاء يقول فلان لم يسمع وفلان يخطئ قال لو ترك هذا لم يعرف الصحيح من غيره وقال أحمد وقيل له تمسك عن شعبة أبان بن أبي عياش ؟ فقال ما أرى يسعني السكوت عنه ، وقد سبق هذا المعنى في أول الكتاب ، وفي فصول الهجرة من الأمر بالمعروف .
وقيل ليحيى بن سعيد أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله قال : ذاك أحب إلي من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لم حدثت عني حديثا ترى أنه كذب .
وقال بعض الصوفية وقد تكلم في لابن المبارك المعلى بن هلال : يا تغتاب ؟ فقال له : اسكت إذا لم نبين كيف نعرف الحق من الباطل ؟ وقال أبا عبد الرحمن ليس هذا من الغيبة ، وفي هذا المعنى أحاديث وآثار كثيرة . الشافعي :
وقال أبو الحارث : سمعت أبا عبد الله غير مرة يقول : ما تكلم أحد [ ص: 143 ] في الناس إلا سقط وذهب حديثه قد كان بالبصرة رجل يقال له الأفطس كان يروي عن والناس ، وكانت له مجالس وكان صحيح الحديث ، إلا أنه كان لا يسلم على لسانه أحد فذهب حديثه وذكره . الأعمش
وقال في رواية وذكر الأثرم الأفطس واسمه عبد الله بن سلمة قال : إنما سقط بلسانه فليس نسمع أحدا يذكره .
وتكلم في يحيى بن معين أبي بدر فدعا عليه قال فأراه استجيب له ، والمراد بذلك والله أعلم عدم التثبت والغيبة بغير حق . أحمد :
وقال أبو زرعة عبد الله بن سلمة الأفطس : كان عندي صدوقا لكنه كان يتكلم في عبد الواحد بن زياد وذكر له ويحيى القطان ، فقال : لا ينتهي يونس بن أبي إسحاق حتى يقول سمعت يونس البراء .
قال أبو زرعة فانظر كيف يرد أمره ، كل من لم يتكلم في هذا الشأن على الديانة فإنما يعطب نفسه ، وكان الثوري يتكلمون في الناس على الديانة فينفذ قولهم ، وكل من لم يتكلم فيهم على غير الديانة يرجع الأمر عليه . ومالك
قال أبو زرعة وذكر أبا قتادة الحراني فقال سمعت ابن نفيل يقول : قرأ يعني كتاب أبا قتادة فبلغ : وشك مسعر أبو نعيم ، فقال ما هذا ؟ فقال أبو زرعة : وذكر ابن نفيل يوما مات فلان سنة كذا لشيوخه فقيل له : متى مات ؟ فقال : إنما نسأل عن تاريخ العلماء ، فظننت أنه سلط عليه ، وذلك أن أبو قتادة ابن نفيل حدث فقيل حدث لأبي قتادة ابن نفيل ، فقال ابن أخت ذاك الصبي يعني سعيد بن جعفر : فجعلت أعجب من استخفافه هذا به ثم سلط عليه ترى انتهى كلامه ،
واعلم أن واسمه أبا قتادة عبد الله بن واقد ضعيف متروك عند الأئمة وكذبه بعضهم ، وقواه وكذا أحمد ، ابن معين في رواية ولا رواية له في الكتب الستة ، ومات سنة عشر ومائتين ، فمن هذه حاله لا يحل له أن يتكلم في الجرح والتعديل لا سيما بغير إنصاف فيمن عظمه الأئمة وأثنوا [ ص: 144 ] عليه واتفقوا عليه ، وهو أبو جعفر عبد الله بن محمد بن نفيل النفيلي الحراني وسعيد بن حفص ثقة ، وتوفيا سنة بضع وثلاثين ومائتين فلم يضرهما كلام وانضر هو ، فنسأل الله العفو والستر . أبي قتادة
وقال أبو زرعة : ذكرت أن لأبي جعفر النفيلي حدثنا عن أحمد بن حنبل فاغتم وقال : قد كتبت إليه أن لا يحدث عنه وإنما كان أبي قتادة حدثنا عنه في المذاكرة . أحمد