قال رحمه الله : وينبغي للعالم أن يتوسط في ملبسه ونفقته وليكن إلى التقلل أميل فإن الناس ينظرون إليه ، وينبغي له الاحتراز مما يقتدى به فيه فإنه متى ترخص في الدخول على السلاطين وجمع الحطام فاقتدى به غيره كان الإثم عليه وربما سلم هو في دخوله فلم يفقهوا كيفية سلامته ، وكلام أبو الفرج بن الجوزي ابن البنا : في الفصل قبله يقتضي أنه لا إثم عليه وأنشد :
إذا قنعت بميسور من القوت أصبحت في الناس حرا غير ممقوت يا قوت نفسي إذا ما در خلفك لي
فلست آسى على در وياقوت
ثم قام حتى تورمت قدماه يا سباع يا قطاع الطريق لا ترون إلا على مطارح الجيف : نبيكم صلى الله عليه وسلم قنع من المرأة بإشارتها إلى السماء وأنتم تشككون الناس في العقائد ، انفتح بكلامكم البثق العظيم وهو كلام الدهرية والملحدة .