قال ابن منصور : سألت أبا عبد الله عن حسن الخلق قال أن لا تغضب ولا تحتد ، قيل له المعاملة بين الناس في الشراء والبيع فلم ير ذلك قال هو بسط الوجه وأن لا تغضب ونحو ذلك ، ذكره إسحاق بن راهويه . الخلال
وروى في مناقب البيهقي عن الإمام أحمد أنه سأل إسحاق بن منصور عن حسن الخلق فقال هو أن يحتمل من الناس ما يكون إليه . أحمد بن حنبل
وروى عن الخلال في تفسير حسن الخلق فأنشد هذا البيت . سلام بن أبي مطيع
تراه إذا ما جئته متهللا كأنك معطيه الذي أنت سائله
وروى أيضا عن أنه قال الفضيل ، وحسبه مودته . من ساء خلقه ساء دينه
وقال مهنا سألت عن رجل ظلمني وتعدى علي ووقع في شيء عند السلطان أعين عليه عند السلطان قال لا بل اشفع فيه إن قدرت قلت سرقني في المكيال والميزان أدس إليه من يوقفه على السرقة قال إن وقع في شيء فقدرت أن تشفع له فاشفع له انتهى كلامه . أحمد
وروى غير واحد وإسناده ضعيف عن مرفوعا { أبي هريرة } . إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق
وروى في الأدب له بإسناده عن أبو حفص العكبري مرفوعا { عائشة } وفي حسن الخلق أحاديث كثيرة ففي الصحيحين أو أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم طلاقة الوجه وحسن البشر } . إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا
وفي بعض طرق { للبخاري } [ ص: 204 ] بإسقاط من وقال إن خياركم أحسنكم أخلاقا أبو داود حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي أبو الجماهر ثنا أبو كعب أيوب بن محمد السعدي حدثني عن سليمان بن حبيب المحاربي أبي أمامة قال قال رسول الله { } أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه أيوب تفرد عنه لكنه ثقة . وعن أبو الجماهر سلمة بن وردان عن مرفوعا { أنس } من ترك الكذب وهو باطل بني له في ربض الجنة ، ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسطها ، ومن حسن خلقه بني له في أعلاها سلمة ضعيف عندهم رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه . وعن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول { ابن مسعود } وعن اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي مرفوعا مثله رواهما عائشة أحمد وصحح ومسلم خبر ابن حبان ورواه ابن مسعود في كتاب الدعوات . البيهقي
وقال فيه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر إلى وجهه في المرآة ذكره ، ورواه أبو بكر بن مردويه في كتاب الأدعية من حديث أبي هريرة وفي آخره { وعائشة وحرم وجهي على النار } .
وقال الحسن والقرظي في قوله تعالى : { وثيابك فطهر } . أي وخلقك فحسن وعن مرفوعا { عائشة } رواه الشؤم سوء الخلق أحمد
. والشؤم ضد اليمن يقال تشاءمت بالشيء وتيمنت به ، وعن مرفوعا { ابن مسعود } رواه حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس [ ص: 205 ] أحمد والترمذي .
وقال { البراء } . رواه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا وغيره قال تعالى : { البخاري وإنك لعلى خلق عظيم } .
قيل دين الإسلام . وقيل أدب القرآن وقال الماوردي الطبع الكريم فسمي خلقا لأنه يصير كالخلقة في صاحبه . فأما ما طبع عليه فيسمى الخيم فيكون الخيم الطبع الغريزي والخلق الطبع المتكلف . انتهى كلامه قال الخلق والخلق السجية وفلان يتخلق بغير خلقه أي يتكلفه قال الشاعر الجوهري
يا أيها المتحلي غير شيمته إن التخلق يأتي دونه الخلق
قال والخيم بالكسر السجية والطبيعة لا واحد له من لفظه فدل على الترادف خلاف ما قاله الماوردي وقال في النهاية الخلق بضم اللام وسكونها الدين والطبع والسجية . وحقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها ولها أوصاف حسنة وقبيحة والثواب والعقاب يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة ولهذا تكررت الأحاديث في حسن الخلق وذم سوء الخلق .