[ ص: 256 ] فصل ( في ) . الاستعانة بأهل الأهواء وأهل الكتاب في الدولة
قال أبو علي بن الحسين بن أحمد بن الفضل البلخي دخلت على ، فجاءه رسول الخليفة يسأله عن الاستعانة بأهل الأهواء . فقال أحمد ابن حنبل لا يستعان بهم قال : يستعان أحمد : باليهود والنصارى ولا يستعان بهم قال : إن النصارى واليهود لا يدعون إلى أديانهم ، وأصحاب الأهواء داعية .
عزاه الشيخ تقي الدين إلى مناقب البيهقي وابن الجوزي يعني للإمام ، وقال : فالنهي عن الاستعانة بالداعية لما فيه من الضرر على الأمة انتهى كلامه ، وهو كما ذكر . أحمد
وفي جامع عن الإمام الخلال أن أصحاب أحمد وأهل البدع والأهواء لا ينبغي أن يستعان بهم في شيء من أمور المسلمين . فإن في ذلك أعظم الضرر على الدين والمسلمين وروى بشر المريسي ، في مناقب البيهقي عن أحمد محمد بن أحمد بن منصور المروذي أنه استأذن على ، فأذن فجاء أربعة رسل أحمد بن حنبل يسألونه فقالوا : المتوكل الجهمية يستعان بهم على أمور السلطان قليلها وكثيرها أولى أم اليهود والنصارى ؟ فقال : أما أحمد الجهمية فلا يستعان بهم على أمور السلطان قليلها وكثيرها ، وأما اليهود والنصارى فلا بأس أن يستعان بهم في بعض الأمور التي لا يسلطون فيها على المسلمين حتى لا يكونوا تحت أيديهم ، قد استعان بهم السلف .
قال محمد بن أحمد المروذي أيستعان باليهود والنصارى وهما مشركان ، ولا يستعان بالجهمي ؟ قال : يا بني يغتر بهم المسلمون وأولئك لا يغتر بهم المسلمون .