وروى من حديث البيهقي عن الثوري منصور عن عن ربعي { علي قوا أنفسكم وأهليكم نارا } قال : علموهم الخير .
وقد روى في أخلاق الخلال أنه قال خرجت إلى الإمام أحمد الكوفة فكنت في بيت تحت رأسي لبنة فحممت فرجعت إلى أمي ولم أكن استأذنتها .
وقال : العلماء ربيع الناس إذا رآهم المريض لا يشتهي أن يكون صحيحا ، وإذا رآهم الفقير لا يشتهي أن يكون غنيا ، وعن الفضيل الشعبي قال شرار كل ذي دين علماؤهم غير المسلمين .
وروى أنبأنا الخلال محمد ثنا عن وكيع المسعودي عن القاسم قال : قال : : كفى بخشية الله علما ، وبالاغترار بالله جهلا . وعن عبد الله قال لا يكون الرجل عالما حتى يكون به عاملا . أبي الدرداء
وقالت : { عائشة } رواه ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينسب أحدا إلا إلى الدين أبو داود .
وعن رضي الله عنه قال لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا أهل زمانهم ، ولكنهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم فهانوا عليهم رواه عبد الله بن مسعود . الخلال
وروى ابن ماجه وغيرهما من رواية والبيهقي معاوية بن سلمة البصري عن نهشل وهو كذاب متروك عندهم عن الضحاك عن الأسود عن قال لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا أهل زمانهم ولكنهم أتوا به أهل الدنيا فاستخفوا بهم . ابن مسعود
سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول { } . : من جعل همومه هما واحدا كفاه الله سائر همومه . ومن تشعبت به الهموم وأحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك
وفي حواشي تعليق القاضي أبي يعلي ذكر المدائني في كتاب السلطان عن رضي الله عنه قال لو أن حملة العلم حملوه بحقه لأحبهم الله عز وجل وملائكته وأهل طاعته من خلقه . ولكن حملوه لطلب الدنيا فمقتهم الله وهانوا على الناس . [ ص: 49 ] علي
وقال وجه إلي مالك الرشيد أن أحدثه فقلت يا أمير المؤمنين إن العلم يؤتى ولا يأتي . فصار إلى منزلي فاستند معي على الجدار فقلت له يا أمير المؤمنين إن من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم ، فقام فجلس بين يدي قال فقال بعد مدة : يا أبا عبد الله تواضعنا لعلمك فانتفعنا به ، وتواضع لنا علم فلم ننتفع به . سفيان بن عيينة
وروي نحو ما روي عن عن مالك مع سليمان بن حرب طاهر بن عبد الله ، وروي أن طاهر بن عبد الله كان ببغداد فطمع أن يسمع من أبي عبيد وطمع أن يأتيه في منزله فلم يفعل أبو عبيد فقدم علي بن المديني وعباس العنبري فأرادا أن يسمعا غريب الحديث فكان يحمل كل يوم كتابه ويأتيهما في منزلهما فيحدثهما فيه .
وروى وغيره أن البيهقي المهدي لما قدم المدينة حاجا جاءه فسلم عليه فأمر مالك المهدي ابنه موسى الهادي وهارون الرشيد أن يسمعا منه فطلباه إليهما فامتنع فعاتبه المهدي في ذلك فقال : يا أمير المؤمنين إن للعلم نضارة يؤتى أهله .
وفي رواية : العلم أهل أن يوقر ويؤتى أهله ، فأمرهما والدهما بالمصير إليه ، فسأله مؤدبهما أن يقرأ عليهما فقال : إن أهل هذه البلدة يقرءون على العالم كما يقرأ الصبيان على المعلم ، فإذا أخطئوا أفتاهم ، فرجعوا إلى الخليفة فعاتبه المهدي في ذلك فقال يا أمير المؤمنين سمعت ابن شهاب يقول سمعنا هذا العلم من رجال في الروضة وهو يا أمير المؤمنين سعيد بن المسيب وأبو سلمة وعروة والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله وخارجة بن زيد وسليمان بن يسار مولى ونافع ابن عمر ، ومن بعدهم وابن هرمز أبو الزناد وربيعة ويحيى بن سعيد وابن شهاب كل هؤلاء يقرأ عليهم ولا يقرءون ، فقال المهدي : في هؤلاء قدوة ، صيروا إليه فاقرءوا عليه ، ففعلوا .
وقال لو أن أهل العلم طلبوه لما عند الله لهابهم الناس ولكن طلبوا به الدنيا فهانوا على الناس وقال سفيان بن عيينة : ما زال العلم عزيزا حتى حمل إلى أبواب الملوك وأخذوا عليه أجرا فنزع الله الحلاوة من [ ص: 50 ] قلوبهم ومنعهم العمل به . سفيان
وقال ابن الجوزي ينبغي للعالم أن يصون العلم ولا يبذله ولا يحمله إلى الناس خصوصا إلى الأمراء ، وروي عن القاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني أنه أنشد لنفسه :
يقولون لي فيك انقباض وإنما رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما أرى الناس من داناهم هان عندهم
ومن لزمته عزة النفس أكرما ولم أقض حق العلم إن كان كلما
بدا طمع صيرته لي سلما وما كل برق لاح لي يستفزني
ولا كل من في الأرض أرضاه منعما إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى
ولكن نفس الحر تحتمل الظما ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي
لأخدم من لاقيت لكن لأخدما أأشقى به غرسا وأجنيه ذلة
إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
ولو عظموه في النفوس لعظما ولكن أذلوه فهان ودنسوا
محياه بالأطماع حتى تجهما
وأرسل أمير محمد بن سليمان البصرة إلى حماد بن سلمة يطلب منه الحضور إليه لأجل مسألة وقعت له فأرسل إليه حماد إنا أدركنا العلماء وهم لا يأتون أحدا ، فإن وقعت مسألة فأتنا فاسألنا عما بدا لك . والقصة مشهورة وفيها أن جاء فجلس بين يديه ثم ابتدأ فقال : مالي إذا نظرت إليك امتلأت رعبا ؟ فقال محمد بن سليمان حماد : سمعت يقول : سمعت ثابتا البناني يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { أنس بن مالك إن العالم إذا أراد بعلمه وجه الله هابه كل شيء ، وإذا أراد أن يكثر به الكنوز هاب من كل شيء } والقصة طويلة وفيها أنه عرض عليه أربعين ألف درهم فلم يقبلها لنفسه ولا ليقسمها ويفرقها .
وأنشد بعضهم :
إذا شئت أن تستقرض المال منفقا على شهوات النفس في زمن العسر
فسل نفسك الإنفاق من كنز صبرها عليك وإرفاقا إلى زمن اليسر
فإن فعلت كنت الغني وإن أبت فكل منوع بعدها واسع العذر
وروى عنه أنه سئل عن الخلال قال ليس طلب العلم هكذا لو طلب العلم هكذا مات آثما ، يؤخذ العلم عن الأكابر . رجل يقيم ببلدة وينزل في الحديث درجة
وعن قال إن كنت لأسافر مسيرة الليالي والأيام في الحديث الواحد وقال سعيد بن المسيب لقد أقمت أبو قلابة بالمدينة ثلاثة أيام ما لي حاجة إلا رجل يقدم عنده حديث فأسمعه . وعن الشعبي قال لو أن رجلا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن فسمع كلمة تنفعه فيما يستقبل من أمره ما رأيت سفره ضاع .
وفي الصحيحين من حديث الشعبي عن عن أبي بردة أبي موسى عن النبي { } ثم قال ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين ، عبد مملوك أدى حق الله وحق مواليه ورجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها فتزوجها الشعبي : خذها بغير شيء فقد كان الرجل يرحل في مثلها إلى المدينة يعني من الكوفة . وأشار إلى حديث البخاري عبد الله بن أنيس وإن رحل إليه شهرا في حديث واحد . وهذا الحديث رواه جابرا من رواية الإمام أحمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل أنه ابتاع بعيرا وسار شهرا إلى جابر بن عبد الله الأنصاري عبد الله بن أنيس ، والحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم { } . وذكر الحديث . وقد رحل يقول الله تعالى يوم القيامة : أنا الله أنا الملك أنا الديان الشافعي وغيرهما من الأئمة قديما وحديثا تقبل الله تعالى منهم . وعن وأحمد قال : { عمران بن حصين بني تميم فقال : اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا : بشرتنا فأعطنا ، مرتين ، فتغير وجهه ، ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا : قبلنا يا رسول الله ، قالوا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر قال [ ص: 52 ] كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ، ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ثم أتاني رجل فقال يا أدرك ناقتك فقد ذهبت ، فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وأيم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم . عمران } دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب فتاهت فآتاه ناس من
قال : فيه الرحلة في طلب العلم ، وجواز السؤال عن كل ما لا يعلمه ، وجواز العدول عن سماع العلم إلى ما يخاف فواته ; لأن ابن هبيرة قام عن المجلس لأجل ناقته فلم ينكر عليه ، وجواز إيثار العلم على ذلك لقول عمران وددت أنها ذهبت ولم أقم . عمران
وقال مهنا سألت عن حديث أحمد معاذ بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال { } فقلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الجاهلين وإبطال البطالين ، وتأويل الغالين هو كلام موضوع ؟ قال لا ، هو صحيح ، فقلت له سمعته أنت ؟ قال : من غير واحد ، قلت من ؟ قال حدثني به لأحمد مسكين إلا أنه يقول عن عن معاذ . ثم رواه القاسم بن عبد الرحمن من حديث الخلال عن معاذ إبراهيم عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه أبو أحمد بن عدي الحافظ عن ثنا عبد الله البغوي أبو الربيع الزهراني ثنا ثنا حماد بن زيد قتيبة بن الوليد ثنا معاذ بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره قال وتابعه البيهقي عن إسماعيل بن عياش . معاذ
ورواه عن الوليد بن مسلم عن الثقة من أشياخهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وروي من أوجه أخر ضعيفة ، قاله إبراهيم بن عبد الرحمن واعتنى البيهقي بهذا الحديث وحاول تصحيحه واحتج به في أن كل من حمل العلم فهو عدل والله أعلم . ابن عبد البر ومعاذ بن رفاعة مختلف فيه قال أحمد ومحمد بن عوف وأبو داود لا بأس به وقال ابن المديني ونعيم ثقة وقال النسوي لين الحديث وضعفه ابن معين . [ ص: 53 ] وقال الجوزجاني : ليس بحجة .
وقال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابع عليه .
وقال منكر الحديث . ابن حبان
ونقل المروزي عن ويوسف بن موسى أنه قيل له : أحمد ؟ فقال إذا احتاج إلى طلب العلم فهو أحب إلي . فقيل له لأن طلب العلم أفضل ؟ فسكت . رجل أراد أن يصوم يوما تطوعا فأفطر لطلب العلم
وقال المروزي سمعت أبا عبد الله يصف كيف يؤخذ العلم قال : ننظر ما كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لم يكن فعن أصحابه ، فإن لم يكن فعن التابعين وقال أبو داود سمعت أبا عبد الله يسأل إذا جاء الشيء عن الرجل من التابعين لا يوجد فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم يلزم الرجل أن يأخذ به . قال لا ، ولكن لا يكاد يجيء شيء عن التابعين إلا ويوجد فيه شيء عن أصحاب رسول الله .
وقال الفضيل بن أحمد : سمعت وقد أقبل أصحاب الحديث بأيديهم المحابر ، فأومأ إليها ، وقال : هذه سرج الإسلام ، يعني المحابر . أحمد بن حنبل
وقال ابن الجوزي قال : لولا المحابر ، لخطبت الزنادقة على المنابر . الشافعي
وروى بإسناده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال : رآني وأنا في مجلس وعلى قميصي حبر وأنا أخفيه ، فقال : لما تخفيه وتستره ؟ فإن الحبر على الثوب من المروءة ; لأن صورته في الأبصار سواد وفي البصائر بياض . الشافعي
قال ابن الجوزي : وينبغي ، ويكره تضييق السطور ، وتدقيق القلم فإن النظر إلى الخط الدقيق يؤذي قال تجويد الخط وتحقيقه دون المشق والتعليق حنبل بن إسحاق رآني وأنا أكتب خطا دقيقا فقال : لا تفعل أحوج ما تكون إليه يخونك قال أحمد بن حنبل ابن الجوزي وقد كان بعضهم يضيق السطور لعدم الكاغد . وقد رأيت في وجهة من خط أبي عبد الله الصوري أحدا وثمانين سطرا .
وقال البغوي عن أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر وقال أحمد صالح رأى رجل مع أبي محبرة فقال له : يا أبا عبد الله أنت قد بلغت هذا [ ص: 54 ] المبلغ وأنت إمام المسلمين ، فقال معي المحبرة إلى المقبرة .
وقال في موضع آخر : إظهار المحبرة من الرياء . أحمد
وذكر له الصدق والإخلاص فقال بهذا ارتفع القوم .
وروى ابن الجوزي بإسناده عن قال كان الرجل إذا لقي من هو فوقه في العلم كان يوم غنيمة . وإذا لقي من هو مثله دارسه وتعلم منه ، وإذا لقي من دونه تواضع له وعلمه . عبد الرحمن بن مهدي
وقال في بهجة المجالس وقال ابن عبد البر الأحنف : مذاكرة الرجال تلقيح لعقولها . ويأتي بنحو كراسة ما يتعلق بهذا .