[ ص: 110 ] فصل ( في ) . أخذ العلم عن أهله وإن كانوا صغار السن
قال الإمام بلغني عن أحمد قال الغلام أستاذ إذا كان ثقة . ابن عيينة
وقال : لأن أسأل علي بن المديني عن مسألة فيفتيني أحب إلي من أن أسأل أحمد بن حنبل أبا عاصم وابن داود ، إن العلم ليس بالسن .
وروى من حديث الخلال عن عبد الرزاق عن معمر الزهري قال : قال رضي الله عنه إن العلم ليس عن حداثة السن ولا قدمه ، ولكن الله تعالى يضعه حيث يشاء وقال عمر لا يكون الرجل عالما حتى يسمع ممن هو أسن منه ومن هو مثله ومن هو دونه في السن . هذه طريقة الإمام وكيع : على ما ذكره أحمد في مناقبه وغيره . البيهقي
وفي فنون وجدت في تعاليق محقق أن سبعة من العلماء مات كل واحد منهم ، وله ست وثلاثون سنة ، فعجبت من قصور أعمارهم مع بلوغهم الغاية فيما كانوا فيه ، فمنهم ابن عقيل الإسكندر ذو القرنين وقد ملك ما ذكره الله ، صاحب الدولة العباسية وأبو مسلم الخراساني ، وابن المقفع صاحب الخطابة والفصاحة ، صاحب التصانيف والتقدم في العربية وسيبويه ، وأبو تمام الطائي في علم الشعر ، وإبراهيم النظام في علم الكلام ، وابن الراوندي في المخازي ، وله كتاب الدامغ مما غر به أهل الخلاعة ، وله الجدل انتهى كلامه .
وكان القراء أصحاب مشورة كهولا كانوا أو شبانا ، وكان وقافا عند كتاب الله رواه عمر وغيره . البخاري
وفي الصحيحين عن رضي الله عنهما قال : كنت أقرئ رجالا من ابن عباس المهاجرين منهم [ ص: 111 ] قال عبد الرحمن بن عوف ابن الجوزي في كشف المشكل : فيه تنبيه على أخذ العلم من أهله وإن صغرت أسنانهم أو قلت أقدارهم ، وقد كان يقرأ على حكيم بن حزام فقيل له : تقرأ على هذا الغلام الخزرجي ؟ ، قال : إنما أهلكنا التكبر . معاذ بن جبل